عدد من الأنشطة الثقافية والفنية نظمتها المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بتونس وذلك خلال الأيّام المنقضية وتوزعت هذه الفعاليات على الفنون الجميلة من خلال تظاهرة كبرى شهدها الشارع الرئيسي بتونس العاصمة والحفلات التنشيطية بمختلف شوارع وأحياء تونس الى جانب المحطات المعتادة ومنها الملتقيات والمهرجانات والندوات. وتأتي هذه الأنشطة ضمن سياق ثقافي متعدّد المجالات والألوان تعمل على تنفيذه المندوبية المذكورة وفي هذا الجانب نجد في الفن التشكيلي والموسيقي والمسرح والسينما والندوات. في هذا الاتجاه الثقافي بولاية تونس، شهدت منطقة مرت فعاليات الدورة الرابعة للملتقى الوطني للأدباء الشبّان وقد انتظمت هذه التظاهرة بدعم من المندوبية الثقافية بتونس وبتنسيق بين دار الثقافة عثمان الكعاك بإدارة الأستاذ المنجي الزغلامي واللجنة الثقافية المحلية وشارك فيها حوالي 50 كاتبا شابا في الشعر والقصة مثلوا أغلب جهات الجمهورية. في افتتاح الملتقى الذي حضره أيضا عدد من الأدباء والاعلاميين تحدث الأستاذ المنجي الزغلامي عن أهمية هذه الدورة الرابعة حيث بلغ المهرجان مرحلة التأسيس وصار معروفا على النطاق الوطني بما جعله محطة بارزة في المشهد الأدبي الشبابي خاصة وأنّ هذه الدورة قد تزامنت مع اعلان الميثاق الشبابي تتويجا لسنة الحوار مع الشباب. الأستاذ مصطفى بوعزيز الوزير السابق لأملاك الدولة ورئيس شعبة مرت أبرز في كلمته لدى اشرافه على الملتقى أهمية الأدب في حياة الناشئة خاصة في زمن العولمة حيث ضرورة الحفاظ على الهوية والخصوصية كما أشار الى ما تشهده تونس من احتفالات بالتحول ومحطات سياسية قادمة تكتسي ابعادها من الوعي والابداع والثقافة كعناصر مهمة لأي مسار حضاري مرحّبا بضيوف الملتقى ومنهم محمد صالح بن عمر وعبد السلام لصيلع ومسعود بوبكر والهادي الجزيري وفاطمة بن فضيلة وأحمد الطويلي وعبد الرحمان الكبلوطي وحسن المحنوش وعبد الباقي الرايسي ومريم بن محمود ومصطفى الشريف... قاعة الملتقى تحلّت بعدد من الأعمال الفنية فيها رسم على الحرير ضمن مشاهد مختلفة كما اطلع الضيوف والمشاركون على فعاليات الدورات السابقة بالمقالات والصور إلى جانب أنشطة دار الثقافة ومختلف نواديها... أحمد الطويلي قدّم محاضرة حول اسهامات أدبيات من الشرق في الحياة الثقافية الأدبية منهم ميّ زيادة وبنت الشاطئ وسهير العلماوي وأمينة سعيد ولطيفة الزيات وبروز هذه الأسماء في الصحافة المصرية إلى جانب خصائص التجربة الحياتية والثقافية لكل منهنّ... وخلّص المحاضر للقول بأهمية الاطلاع والتعويل على الذات في التعرف على الاداب والفنون ونحت التجربة ونضج الشبان بالقراءة والاطلاع الاهتمام بالمعارف والفنون والبلاغة والاداب وعلوم القرآن والحديث فضلا عن تعلّم اللغات كما أشار الى أهمية الاطلاع على التاريخ التونسي والاداب وخصائصها. رئيس الجلسة الشاعر عبد الرحمان الكبلوطي أشار إلى أهمية المحاضرة خصوصا بالنسبة للناشئين لكي يتوغلوا في حقول المعارف والثقافة التونسية والعربية والعالمية وقد كانت تدخلات عدد من المشاركين مشيدة بأهمية المحاضرة حيث أشار البعض إلى أهمية دراسة الانتاجات الابداعية للأديبات التونسيات حتى تتلخص من عقدة الشرق. الجلسة الثانية كانت برئاسة القاصة والروائية مسعودة بوبكر حيث قدم الدكتور محمد صالح بنعمر محاضرة حول مفهوم أدب الشباب وأكد أنّه لا وجود لدراسة علمية حول ماهية أدب الشباب والمقصود به فهناك ضبابية وغموض وانتقل إلى الحديث عن أدب الناشئين وعلاقته بمرحلة المراهقة والشباب الى جانب مفاهيم أخرى تتصّل بالهواية والاحتراف ورأى ان أنسب كلمة في هذا السياق هي الناشئ بمعنى أدب الناشئة حيث استعمله الدكتور المنجي الشملي في برنامجه الأدبي الشهير. وتحدّث الدكتور بن عمر عن أهمية الموهبة والتكوين في مجالات الابداع الأدبي مبرزا خصوصية التجربة التونسية في هذا المجال مشيرا إلى تجربته مع مجلة قصص سنة 1969 التي انقطعت حيث عمّق اهتماماته النقدية.. كما تحدّث عن شعراء شباب برزوا بمهارة من ذلك ما قاله المتنبي من شعره وهو يافع، وعزالدين المدني الذي كتب بأسلوب خاص وهو دون سن العشرين بالصفحة الثقافية للعمل سنة 1957 كما صدرت مجلة الفكر سنة 1959 ونشرت لجعفر ماجد وهو دون العشرين من عمره وهذه الظاهرة ليست تونسية فحسب بل عالمية فستيفان مالارميه نشر مجموعته الشعرية وعمره دون العشرين (17 سنة) اضافة الى تجارب أخرى وأسماء بارزة منها تشيكوف وطاغور وفرنسواز ساغان التي أصدرت روايتها الأولى وعمرها تسعة عشر سنة وباعت منها مليون نسخة.. اثر ذلك فسح المجال للشعر حيث قرأ كل من عبد السلام لصيلع وفاطمة بن فضيلة والهادي الجزيري... الدكتور الحبيب ن حسن رئيس اللجنة الثقافية بمرت نوّه قبل الاختتام بحسن التنظيم وكثافة المشاركة وتحدث عن مساهمة المندوبية الثقافية بتونس ودعمها للملتقى ولجنة التنسيق بالمرسى في شخص الأستاذ محمد الصادق لخوة الذي واكب الاختتام وكل المتحمسين للملتقى خاصة المساهم في التأسيس الشاعر عبد السلام لصيلع... اثر ذلك تمّت قراءة تقريرين للجنتي الشعر والقصّة حيث حامت الملاحظات حول دعم معرفة اللغة وقواعد الكتابة الشعرية والسردية وقد آلت الجوائز لعدد من الشبّان كالتالي: الشعر 1: بلال المسعودي وسفيان رجب وسالم الشرقي. القصة: كريمة المرداسي ونجيب البركاتي ونزهة الدزيري.