تكريما للشاعر الراحل محمود درويش نتولى تباعا نشر قصائده وسنسعى الي أن تستمر العملية ما دامت هناك قصائد لهذا الشاعر الفذ الأغنية والسلطان لم تكن أكثر من وصفٍ.. لميلاد المطرْ ومناديل من البرق الذي يشعل أسرار الشجرْ فلماذا قاوموها؟ حين قالت إنّ شيئا غير هذا الماء يجري في النّهرْ؟ وحصى الوادي تماثيل، وأشياءُ أُخرْ ولماذا عذّبوها حين قالت إنّ في الغابة أسرارًا وسكينا على صدر القمرْ ودمَ البلبل مهدورٌ على ذاك الحجرْ؟ ولماذا حبسوها حين قالت: وطني حبل عرق وعلى قنطرة الميدان انسان يموت وظلام يحترق؟
غَضبَ السلطان والسلطان مخلوق خيالي قال: إنّ العيب في المرآة، فليخلد إلى الصّمت مغنيكم، وعرشي سوف يمتد من النيل إلى نهر الفرات! أسجنوا هذي القصيدهْ غرفة التوقيف خير من نشيد.. وجريدهْ أخبروا السلطان، أنّ الريح لا تجرحها ضربة سيفِ وغيوم الصيف لا تسقي على جدرانه أعشاب صيفِ وملايين من الأشجار تخضرُّ على راحة حرفِ!
غضب السلطانُ، والسلطانُ في كل الصور وعلى ظهر بطاقات البريد كالمزامير نقيٌّ وعلى جبهته وشم العبيد، ثمّ نادى.. وأمر: اقتلوا هذي القصيدهْ ساحة الاعدام ديوان الأناشيد العنيدهْ!
أخبروا السلطان، أنّ البرق لا يُحْبَسُ في عُود ذُرَهْ للأغاني منطق الشمس، وتاريخ الجداول ولها طبع الزلازل والأغاني كجذور الشجرهْ فإذا ماتت بأرض، أزهرت في كل أرضْ
كانت الأغنيةُ الزرقاءُ فكرهْ حاول السلطان أن يطمسها فعدت ميلاد جمرهْ! كانت الأغنية الحمراء جمرهْ حاول السلطان أن يحبسها فإذا بالنار ثورهْ!
كان صوت الدم مغموسًا بلون العاصفهْ وحصى الميدان أفواه جروح راعفهْ وأنا أضحك مفتونا بميلاد الرياح عندما قاومني السلطانُ أمسكت بمفتاح الصباح وتلمست طريقي بقناديل الجراحْ آه كم كنت مصيبًا عندما كرست قلبي لنداء العاصفة فلتهبَّ العاصفة!