أكثر من مائتين وتسعين شهيدا واربعمائة جريح في أبشع غارات وحشية شنتها قوّات الاحتلال الصهيوني على شعبنا الفلسطيني في غزّة، غارات جسّمتها مجزرة غير مسبوقة في تاريخ البشرية لم تعرف لها الانسانية مثيلا حتى في الجرائم التي ارتكبتها النازية في حق الانسانية. انها المجزرة التي تنضاف الى سلسلة الاعتداءات المرتكبة من قبل العدوّ الصهيوني في حقّ الشعب العربي في فلسطين والتي تأتي في الوقت الذي طالما تشدّق فيه الكيان الصهيوني بخيار السلام وبنهج الهدنة، وفي الوقت الذي يراهن فيه العديدون في الوطن العربي وفي العالم على السياسة الامريكية المرتقبة وفي الوقت الذي يحتمي فيه بعض الحكام العرب بامريكا ويستعطفونها البقاء في العراق بل في الخليج قصد الاستقواء بها في حماية مصالحهم وفي القضاء على كل اشكال الرفض والمقاومة. هي المجزرة التي ارتكبت بدعم واضح من الامبريالية الامريكية وحلفائها من الرجعية العربية حيث تعرضت غزة الى عدوان صهيوني خططت له قوى الاستعمار وعملاؤها، وما كانت المجزرة لتكون لولا تواطئ عدد من الانظمة العربية ولولا تهافت البعض منها على الاسراع بالتطبيع مع الكيان الصهيوني بشتى الطرق املا في التقرّب من امريكا وفي ارضاء قادتها السياسيين. إنّ المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل في اجتماعه الطارئ بدار الاتحاد يوم الاحد 28 ديسمبر 2008 برئاسة الاخ عبد السلام جراد الامين العام وهو يتابع بانشغال شديد تطوّر الاعتداءات على شعبنا في غزة. أوّلا: ينعى شهداء الاعتداءات على غزة وشهداء الامة العربية كافة في مواجهة الاحتلال الامبريالي الصهيوني بتواطئ مفضوح من الرجعية العربية. ثانيا: يدين بشدّة هذه المجزرة الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حقّ الفلسطينيين والتي يهدف من خلالها الى اخماد نار المقاومة والى القضاء على الوجود الفلسطيني والى تكريس سياسة الاستسلام والذلّ والاستكانة والخضوع للامر الواقع ضاربا مرّة اخرى عرض الحائط بكافة المواثيق والمعاهدات الدولية الصادرة عن المنتظم الاممي. ثالثا: يدرك جيدا ان من اهداف الكيان الصهيوني اعتماد الدّم الفلسطيني وقودا لتغذية الحملات الانتخابية للقوى الصهيونية المتنازعة غير انه يؤكد ان سياسة الارهاب والاعتداءات لن تزيد فصائل المقاومة الفلسطينية الا اصرارا على المواجهة الموحدة والقوى التقدميّة في الوطن العربي وفي العالم الا مساندة ودعما لشعبنا في فلسطين. رابعا: يدعو كل من يراهن على امريكا وعملائها الى استيعاب الدروس من هذه الاعتداءات الوحشية اللاانسانية خامسا: يندد بسياسة التطبيع التي اضرّت بالفلسطينيين وكلّ العرب والتي ضمنت للكيان الصهيوني شرعيّة وهمية ويطالب الحكومات المعنيّة بالقطع الفوري لأيّة علاقة مع الكيان الصهيوني سواء في المستوى السياسي او الاقتصادي او الديبلوماسي والى طرد سفرائه من اراضينا العربيّة حالا. سادسا: يهيب بكافة القوى التقديّة في العالم وبكل مؤسسات المجتمع المدني وفي مقدمتها النقابات وبالقوى المحبّة للسلام العادل الى التحرّك الفوري من اجل وضع حدّ للاعتداءات المتكررة على شعبنا في غزّة. سابعا: يدعو فصائل المقاومة الفلسطينية الى الوحدة الواعية والمسؤولة من اجل تجذير المقاومة امام كيان لا يعترف بغير الاعتداءات والغارات والمجازر، والى التشبّث بالمبادئ والقيم التي انبنى عليها النضال الفلسطيني والتمسّك بحق العودة وبالقدس وبكافة الاراضي العربية المحتلة. ثامنا: وإذ يدعو المكتب التنفيذي الى الايقاف الفوري للاعتداءات على غزّة والى رفع الحصار الجائر المضروب على شعبنا، فإنّه يجدّد مساندته اللامشروطة الى المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان والعراق والجولان والى التصدّي لسياسة الامبريالية الامريكية والصهيونية والرجعيّة العربيّة. ويقرّر: أوّلا : تخصيص أسبوع بدءا من يوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2008 شعاره: «أسبوع التضامن مع غزّة» تنضّم فيه التظاهرات وحملات التبرّع بالدّم بالتنسيق مع الهلال الاحمر وتجمّع فيها الادوية في المستوى المركزي والجهوي وتعقد فيه التجمعات التضامنية احتجاجا على العدوان الوحشي على شعبنا في فلسطين. ثانيا: السعي الى تخصيص باخرة او قافلة تضطع بمهمة ايصال التبرّعات الى غزة مساهمة في رفع الحصار الجائر. ثالثا: المطالبة بتنظيم مسيرة احتجاجية تكون في مستوى طبيعة الهجمة وتعكس المواقف المبدئية التي انبنت عليها الحركة النقابيّة. رابعا: بعث لجنة متابعة بمقرّ الاتحاد العام التونسي للشغل في المستوى المركزي تضطلع بمهمّة تنظيم التظاهرات في ضوء قرارات المكتب التفيذي وبالتنسيق مع هياكل الاتحاد. خامسا: دعوة الامانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الى عقد مجلس مركزي طارئ لاتخاذ القرارات الملائمة والكفيلة بالمساهمة في إيقاف الاعتداءات ورفع الحصار الجائر على غزة. سادسا: تشكيل وفد للاتصال بسفارات الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الامن والتعبير عن موقف الشغالين الرافض للاعتداء والعدوان. سابعا: مراسلة المنظمات النقابية الإقليمية والدولية ومنظمتي العمل العربية والدولية والاتصال بها لحثها على اتخاذ موقف المؤازرة لشعبنا في فلسطين وللكشف عن وحشيّة الجرائم التي يرتكبها الصهاينة والتصدي لها.