مرة جديدة يتعرض الشعب الفلسطيني لمجزرة وحشية يشنها عليه الكيان الارهابي الصهيوني المدجج بالسلاح، مستخدما الطيران والمدفعية والدبابات في مواجهة شعب اعزل لا يملك الا حرية ارادته وايمانه بقضيته وبعض الاسلحة البسيطة، فيما يقف العالم يتفرج على هذه المذبحة، وفيما تقف الحكومات العربية عاجزة عن تقديم اي شيء يسهم بتدعيم صمود هذا الشعب وتمكينه من صد هذا العدوان الهمجي الذي اودى بيوم واحد بحياة مئات استشهدوا دفاعا عن ارضهم وكرامتهم، بالاضافة الى مئات الجرحى... المجزرة واضحة تجري في وضح النهار وعلى مرأى من الجميع والضحية هو الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ سنوات، والذي يقبع تحت نير الاحتلال منذ اربعة عقود من الزمن فيما «الشرعية الدولية» لم تقدم له اي شيء يذكر لا لانهاء الحصار ولا لانهاء العدوان. المجزرة واضحة والهدف منها فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني وانهاء مقاومته البطولية المشروعة، وتدمير مقومات حياته فيما النظام العربي الرسمي مازال يتلطى خلف ما يسمى «مبادرة السلام العربية»، التي وأدها الكيان الصهيوني فور ولادتها في قمة بيروت (2002) باجتياح مدن الضفة الغربية ومحاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات في مقره في رام اللّه امام سمع وبصر الحكام العرب أصحاب المبادرة... يا جماهير امتنا العربية إن الامانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب اذ تدين بشدة هذا العدوان الارهابي الصهيوني، تدين ايضا القوى التي تدعمه وتتواطأ معه من الادارة الامريكية الى مواقف بعض دول الاتحاد الاوروبي، الى بعض المواقف العربية الرسمية المتخاذلة، وتؤكد دعم الشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة والمشروعة لاستعادة حقوقه العادلة في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، تؤكدا بان هذا الوقت ليس وقت الانقسام، وإنما هو وقت الوحدة الوطنية، وقت تلاحم وتعاضد الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية، وهذا الوقت ليس وقت العتب والعتاب فالشعب الفلسطيني بحاجة الى المواقف الاخوية والقومية المسؤولة، الشعب الفلسطيني بحاجة لتحريرالارادة العربية، بحاجة لموقف عربي موحد ومسؤول، لنصرة شعب فلسطين، والعمل على كل ما من شأنه الضغط على الكيان الصهيوني وحلفائه لوقف العدوان فورا ودون شروط والعمل على كل ما من شأنه تقديم الدعم السياسي والمعنوي والمادي لشعب فلسطين لتمكينه من الصمود والحفاظ على أرضه ورد هذه الهجمة الوحشية وتصعيد مقاومته المشروعة ضد الاحتلال... وفي هذه الظروف الاليمة فان الامانة العامة تستصرخ جماهير الامة العربية، وقواها الحية، والمنظمات والاتحادات النقابية والشعبية العربية، ومنظماتها النقابية الاعضاء للتعبير عن موقفها بكل صراحة، والقيام بالتحركات المناسبة في هذه الظروف للضغط على الحكومات العربية ولنصرة الشعب الفلسطيني بكافة الاشكال وتدعو الامانة العامة جامعة الدول العربية الى الاضطلاع بدورها القومي المسؤول للدفاع عن شعب فلسطين وعن قضيته القومية العادلة. كما تطالب الأمانة العامة مجلس الامن الدولي، والمنظمات الدولية، والاتحادات والمنظمات النقابية الدولية والاقليمية ومنظمات المجتمع المدني في العالم، بإدانة هذه الحرب الوحشية، واعتبارها عملا ارهابيا، وجريمة حرب وبذل الجهود لوقفها فورا، وإبداء مظاهر التعاطف والدعم مع الشعب الفلسطيني، وحقوقه المشروعة... إننا في هذه الظروف الصعبة نطالب القوى الوطنية كافة بالتوجه نحو انهاء حال الانقسام التي لاتفيد الا العدو الصهيوني وتعزيز الوحدة وبناء البيت الفلسطيني على اسس وطنية سليمة، وتدعيم خيار المقاومة. عاشت فلسطين حرة عربية المجد والخلود للشهداء الابرار الامانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب