لن أذكر الأسماء، مخافة أن أنسى أحدًا، لن أذكر الأسماء، مخافة أن أكون جهلت أحدا... فالمهم ليس أسماءهم، بل حضورهم ليس المهم من أين؟ بل المهم أنّهم جاؤوا و الأهمّ أنّهم اقتنعوا بالمجيء، بالحضور، بالمشاركة والأهم أنّهم فعلوا ذلك وأقاموا الدليل على أن «في بني عمّك لرماح» والأهم أنّهم وثقوا في القلعة الحصينة، وثقوا في الاتحاد العام التونسي للشغل، وثقوا في بطحاء محمد علي، بطحاء الحرية. فزاد اعتزازنا بهم جميعا وفخرنا
إنّها الأولى من نوعها في البطحاء أن يجتمع كلّ هؤلاء في وقت واحد من أجل هدف واحد، في مكان واحد، إحساسا بألم أهل غزّة دفاعا عن الأرض والعرض ايمانا بعدالة القضية درءًا للهزيمة سُخطًا على التخاذل صخبًا على الصمت فالكلمة، كاللحن، كالايقاع، كالصّورة، كالرّسم ككلّ لون فنّي تمضي الى القلب أسرع من رصاصة قاتلة، بل إنّها على العكس تهب الحياة وتوقظ الضمائر
وهكذا كان.. البادرة من النقابتين قابلها تأييد الجمعيات الصديقة نظمها الاتحاد الجهوي بتونس وأطّرها الاتحاد العام من خلال قسم الثقافة العمّالية وتداول على الخطابة فيها نقابيون ملتزمون، كل بطريقته، بفنّه، ثمّ أدلى كلّ بدلوه مقابل اهتمام كبير وانسجام وعناوين كلام على الكلام فشموع غطّت الساحة وحجبت عن العقول الراحة،