منذ بداية الحرب الوحشية الاجرامية التي شنها الكيان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، تابعت الامانة العامة باهتمام وتقدير كبيرين المواقف المبدئية التي أبداها رئيس الحكومة التركية، السيد رجب طيب اردوغان، والتي أدان فيها هذا العدوان، وطالب بوقفه، والتي عبر فيها صراحة عن وقوفه مع الشعب الفلسطيني الذي يخضع للاحتلال والحصار والعدوان. وقد عبر السيد اردوغان عن هذا الموقف ايضا في منتدى دافوس (في سويسرا) في كلمته التي كانت بمثابة محاكمة لمجرمي الحرب الصهاينة، الامر الذي استفز الصهيوني شمعون بيريز (مجرم مجزرة قانا 1996)، مما دعا اردوغان الى إدانة المصفقين لهذا المجرم في هذا المنتدى، وتشديد ادانته للممارسات العدوانية والعنصرية والاحتلالية التي ترتكبها اسرائيل في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، والتعبير عن هذا الموقف بتأكيد مقاطعته لمنتدى دافوس والخروج من القاعة، ومغادرة سويسرا، الى بلده تركيا، حيث استقبل بحفاوة شعبية، استقبال الابطال. ان الامانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب اذ تحيّ السيد اردوغان على مواقفه النبيلة والشريفة والعادلة، تعبر عن تقديرها العالي لمواقف تركيا، التي وقفت بشكل مبدئي ضد مساواة الضحية بالمجرم، وضد مساواة المستعمر بالمستعمر، والتأكيد بأن القضية الاساسية هي اصرار الكيان الصهيوني على الاستمرار بفرض واقع الاحتلال والتهويد والاستيطان والسيطرة على الفلسطينيين بوسائل القوة الطاغية. والتأكيد بأن الامن والاستقرار يتطلب الاستجابة للحقوق الشرعية والعادلة للشعب الفلسطيني. وانسحاب اسرائيل من كامل الاراضي المحتلة في فلسطين والجولان السورية ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية. كما تؤكد الامانة العامة بأن هذا الموقف التركي الصلب والشجاع والمبدئي ينبغي ان يكون نموذجا للنظام الرسمي العربي، الذي تأخر في عقد القمة، ودبت الخلافات بين أطرافه حول قضية فلسطين! وفيما يخص حادثة دافوس، فان الامانة العامة تسجل عدم ارتياحها لعدم مغادرة عمرو موسى، الامين العام لجامعة الدول العربية، للجلسة تضامنا مع اردوغان، واحتجاجا على الصلف الصهيوني، وعلى طريقة ادارة الندوة، على الرغم من تقديرنا للمداخلة القوية التي أدلى بها السيد عمرو موسى في دافوس. وبهذا الصدد فان الامانة العامة تطالب القادة العرب، وجامعة الدول العربية، والمنظمات النقابية والشعبية العربية، بالعمل على كل ما من شأنه تعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع تركيا، في مختلف المجالات، فهذا أقل ما يمكن عمله، للتعبير عن التقدير لمواقفها، في هذه الظروف.