مستوحى من شهادات أطفال غزة لقناة تلفزية عن هول الجرائم الصهيونية... بعد ستين عاما من الجور والدمار، قالوا جميعا... هذا لا يكفي! فأسكتوا السماسره،، وشيّدوا الحصار... غاب الرغيف عن خيالنا،، مخابزنا... أقفلت أبوابها،، منعوا الماء عن أفواهنا،، ... والحليب عن أطفالنا،، احتجزوا البنزين والدواء، وأقلام الرصاص... والكراس منعوا الخضر والغلال، وفوانيس النور... ولعب الاطفال،، ... وأطفؤوا علينا الكهرباء... طوّقوا غزتنا بأسلاك وانتنامو،، ... وقيّدوا البحر والفضاء،، ومعابر المرور... فلا شقيق يخرج،، ولا صديق يدخل، لقلعة التجويع والتنكيل والفناء... ... طيلة سنوات الجمر والحصار،، استشهد الاطفال والصبايا، والرضيع والنساء والكبار،، وأغلقت مدرستي أبوابها،، وفقدت معلمتي طفلها الوحيد،، ... وشاح العشب والاشجار،، وحتى خروفي الصغير،، ... مات جوعا،، ... وشحّت الأمطار..! حين نحن وحدنا نصارع الحصار، اخترق باراك حدود أرضنا،، مدججا بمدافع الفناء،، وقنابل الفوسفور والدمار... ... وبعد ترويض الخونة الأوغاد، اشتروا ضمائر القبائل،، وأخرسوا من يحكم البلاد... اندلعت جهنم الاعصار، ودمّروا مدرستي،، ... وروضة أخي،، وقصفوا المنازل المسكونة،، ... والمخابئ الأرضية،، وأصدقائي المصابين، ومخازن المؤونة،،، في الفجر،، والليل والنهار... هدّموا المساجد والجسور،، ودمروا المقابر،، وأحرقوا النبات والزهور... ... سفكوا دماء الأيتام والابرار،، والثكالى والأرامل،، لوّثوا البحر والارض والهواء،، ... وقتلوا الأجنة والحوامل!!
أين بيتنا؟ أين أنا؟ أين كتابي ومدرستي؟ ومحفظتي الحمراء؟ أين كنزة أمي؟ ودراجتي الجديدة ومخدتي الصفراء؟ ... أين أم أمي جدتي الفيحاء؟! ... لم أجد أحدا... لم أجد شيئا : ... سوى قطتي الشقراء!! استشهد غسان ورمزي ودلال،، ... ورحلت عني،، جنوتة وآية ونهال... (1) أصيل: اسم رمزي لطفل فلسطيني من حي الزيتون في مدينة غزة الباسلة.