ولا اله إلا اللّه هي الغالبة غزّة... وطلائع النصر تلقاك في كل زاوية غزّة.... يا للعار يخلد للنوم صبية صغار يتوسّدون دموعهم... يحتضنون بطونهم... تطفأ الانوار.... ويستسلم الصبية لأحلام الصغار... ... وصواريخ محملة بالحقد والدّمار تغتال فتيات جميلات بعمر الازهار ... والغضب في صدري يغلي كالبركان وعرب يقيمون الافراح يتزيّنون كما النساء يتعطرون كما الاماء يفتلون شواربهم الطويلة ويصبغون لحيّهم بالحناء يتنافخون شرفا ملطخا بالدّماء ويشربون النبيذ المعتق نخب البوم والغربان غزّة...... وزيتونة مباركة تهوي فيهتز لها عرش الرّحمان ... ودمعة بلون الجمر تسري تنساب فوق وجنة كزهر الرمان تحفر جرحا غائرا، في اللحم الطّري، كالوديان غزّة... وطفل يمسك فرشاة تلوين يرسم وطنا على جدران الملجإ الحزين يشتدّ به الجوع يشكّل رغيف خبز من صلصال من حمإ من طين غزّة وإرادة الشعب هي الغالبة ولا اله إلا الله هي الباقية .... يا للمأساة هنا لعبت مريم هنا قبّل يوسف أمّه هنا داعب رضيع لحية جدّه هنا... جلس شيخ يرتّل سورة الرّحمان سيدة آي القرآن هنا لعبوا... هنا سجدوا... هنا ناموا وما.... غزّة.... و»حنظلة» يهيم على وجهه يفترش أرصفة الطرقات تلتهمه عدسات التصوير تتصدّر صوره أولى الصفحات تبثّ للمرّة الالف عبر كل الشاشات يتحوّل جرحه النازف الى مجرّد خبر حزين... يشاهد حنظلة نفسه فلا يعرف نفسه يهز رأسه أسفا ويمضي... يبحث بين الوجوه الغريبة عن «ناجي العلي»... ويبحث في ذاكرة الشهداء عن شكل لوطن مسبي ... من هنا تبدأ العاصفة ومن هنا ترجف الرّاجفة وحمّالة الحطب هي الخاسرة وغزّة النصر هي الباقية ولا إله إلاّ اللّه هي الغالبة