في ذلك اليوم الأغر طالعتنا تلك المذيعة الحسناء على شاشة التلفاز وهي تعلن نبأ حصول المركز القطاعي للتكوين في الإكساء بمنوبة على الجائزة الاولى للخمسة الذهبية بمناسبة اليوم الوطني للصناعات التقليدية. كان خبرا سارا جعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز وبشرف الانتماء لأسرة التكوين المهني. لقد كان الانجاز عظيما ينمّ عن الذوق الرفيع واللمسة الفنية الرائعة تخفي ورائها ريشة سحرية وخيالا واسعا وحذقا وحبّا للمهنة وعقلا مدبّرا متطورا، فما أحوجنا اليوم الى مثل هذه الانجازات حتى نرفع صوتنا عاليا ههنا نحن قادرون، فنحن من يصنع الحدث ويرفع الرؤوس ونرد الاعتبار الذي كاد ان يضيع وهو ليس تاجا فقط على رؤوس من شارك في العمل بل هو هو تاج على رؤوس كل المنتمين لأسرة التكوين الموسعة. فمراكزنا سواء منها القطاعية او متعددة الاختصاصات او مراكز الفتاة الريفية او مراكز الصناعات التقليدية انما تعج بالمكونين ومستشاري التدريب المتمرسين القادرين على الابتكار والتطوير فمراكزنا بمختلف اختصاصاتها هي فضاءات رحبة لصقل المواهب ونحت الشخصية وفضاءات للحس الراقي والعمل الجاد والبعث والابتكار، ونجاح مراكزنا في كل المناسبات الوطنية والدولية لدليل على النقلة النوعية التي يشهدها القطاع فعلى سبيل الذكر لا الحصر يمكن ان نستشهد بما قدمه كل من المركز القطاعي للإلكترونيك بالدندان والمركز القطاعي للصيانة الصناعية بنابل والمركز القطاعي للطاقة بالقيروان والمركز القطاعي بقرنبالية والمركز القطاعي للإكساء بالمنستير وأخيرا وليس آخرا المركز القطاعي للإكساء بمنوبة والقائمة تطول. ولا ننسى الانجازات الكبيرة التي حققتها مراكزنا بمناسبة مشاركتها في المباريات العالمية في المهن «olympiade des metiers» والتي تُجرى كل سنتين بمشاركة جل دول العالم وقد تبوأنا مراتب محترمة جدا وتحصلنا في احدى المناسبات على المرتبة الخامسة عالميا وكل هذا في واقع الامر هو قيض من فيض فالاكيد ان هذا العطاء مرشح بأن يكبر وينمو كلما سعينا الى توفير بعض العوامل كتحسين ظروف العمل وملائمتها لمتطلبات المرحلة ومزيد اعطاء التكوين المستمر للمكونين ومستشاري التدريب العناية اللازمة من حيث محتوى برامج التكوين والظروف المحيطة به كالاقامة والاكل ليصبح بذلك تكوينا مستمرا مدروسا وممنهجا وإعطاء جانب التشجيع والتحفيز الاهمية اللازمة وكم سعينا وسنظل ساعين في نقابتنا العامة وفي اللجان الادارية المتناصفة الى وضع مقاييس تكون حافزا للارتقاء بالنسبة للمكونين المبتكرين ولكن وللأسف الشديد وبالرغم من الانتهاء من ذلك العمل الا انه مازال يواجه صعوبات في تطبيقه. ونحن نتساءل لماذا لا يقع توظيف هذه النجاحات في التكوين المهني والتشهير والتنويه بها الى اقصى حد ممكن نكون قد ساهمنا في نشر ثقافة التكوين المهني وفي وقت نحن في أشد الحاجة الى تغيير العقليات والنظرة السائدة حول هذه المسألة. ان ما توصلت اليه زميلاتنا في المركز القطاعي للإكساء بمنوبة من ابتكار وتطوير للباس التقليدي بجهة رفراف انما هو عمل جماعي شاركت فيه العديد من المتربصات المتواجدات بالمركز واللاتي يتلقين تكوينا في الاختصاص في جزئه المتعلق بالجانب التطبيقي وهو دليل على المستوى المتقدم اللاتي بلغنه من حيث جاهزيتهن لاقتحام سوق الشغل وسهولة التفاعل معه مستقبلا. ان ما توصلت اليه زميلاتنا لا يعد فقط عملا تقنيا يكتسي صبغة الجمالية والاناقة وتناسق الالوان بقدر ما هو مقاربة جديدة في تطويع اللباس التقليدي ومزجه بالحداثة حتى يبعدن عنه شبح الموت والفناء ويضمنّ له التواصل والحياة وهي حسب اعتقادنا محاولة جادة منهن لترسيخ قيم الهوية والاصالة التي هي مهددة في ظل هجمة العولمة. ان هذا الانجاز العظيم ما كان ليكون لولا ظروف العمل الممتازة والعلاقات المهنية والاحترام المتبادل وروح البذل والتعاون والانضباط من اداريين وعلى رأسهم مدير المركز ومكونين ومستشاري تدريب وفنيين وقيميين وعملة... واذ نجدد التهاني لزميلاتنا المكونات المعنيات رجاء الديماسي منى الكعلي شيراز بن حمادي فإننا نتمنى لهن مزيد التألق والنجاحات. عضو النقابة العامة للتكوين