حركية كبيرة شهدتها دار الاتحاد الجهوي للشغل بقابس يوم 15 افريل 2009 والمناسبة كانت انعقاد المؤتمر 22 للاتحاد الجهوي للشغل بقابس هذه الجهة المنالة وإحدى قلاع العمل النقابي والحركة الوطنية عموما. المؤتمر كان عاديا وانعقد في آجاله القانونية لكن ميزته انه شهد عدم تقديم الاخ اسماعيل حيدر الكاتب العا وخمسة من اعضاء المكتب التنفيذي ترشحاتهم لتحمل المسؤولية النقابية من جديد صلب هذا الهيكل النقابي الذي اثنى الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد على ما قام به من اعمال لفائدة الجهة والاتحاد العام عموما وما حققه من مكاسب صحبة باقي الهياكل الاساسية والمحلية بالجهة لفائدة الشغالين في قابس والتطور والنضج والشعور بتحمل المسؤولية والحرص على القيام بها كأحسن ما يكون. المؤتمر انعقد برئاسة الاخ المنصف الزاهي الامين العام المساعد المكلف بالوظيفة العمومية وافتتح اشغاله الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد بحضور عدد كبير من اعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعدد مهم من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية او من يمثلهم. جلسة الافتتاح شهدت تكريم نقابيّين تحملا المسؤولية النقابية في البلديات (المرحوم الطيب صالح) والصحة (المرحوم فتحي التومي). الجلسة الافتتاحية لم تمر كذلك دون تكريم الاخ اسماعيل حيدر الكاتب العام المتخلي والذي لم يقدم ترشحه للمدة النيابية النقابية القادمة مع ثلة من زملائه في المكتب التنفيذي وهم الاخوة جيلاني قويدر ومحمد بلحاج ومحمد السلطاني ويوسف يعقوب والهادي الزريبي. وقد اكد الاخ عبد السلام جراد أن موقف هؤلاء موقف مشرّف وحركة نبيلة لها دلالات واضحة ولا يرتقي اليها الشك باعتبارها تعبّر عن شعور بضرورة التداول على تحمل المسؤولية النقابية وتدل على نضج الفكر النقابي. جهة قابس عرفت يوم انعقاد مؤتمرها الثاني والعشرين عرسا بأتم معنى الكلمة وعاشت اجواء منعشة اكدت للجميع ان العمل النقابي في قابس ارض النضال الوطني والاجتماعي وارض الرواد والمناضلين ورموز الحركة الوطنية والنقابية ستبقى جهة مناضلة وجهة التحدي من اجل تحقيق المكاسب والنجاحات على كل المستويات. من جهة اخرى بلغ عدد النواب مائة نائب فيما بلغ عدد المترشحين سبعة عشر مترشحا (17) ثلاثة منهم من المكتب التنفيذي الجهوي المتخلي. جلسة الافتتاح شهدت كلمة قصيرة ترحيبية للأخ اسماعيل حيدر تلتها كلمة للأخ المنصف الزاهي رئيس المؤتمر الذي رحب بالحاضرين وبالأخ الامين العام والذي احيلت اليه الكلمة مباشرة. الأخ عبد السلام جراد حيّا نواب المؤتمر ومن خلالهم كل النقابيين والشغالين واهالي قابس احدى قلاع النضال النقابي والاجتماعي والوطني، هذه الجهة التي انجبت محمد علي الحامي زارع البذرة النقابية الاولى وأحد الرواد الافذاذ الى جانب الزعيم حشاد العظيم واحمد التليلي والحبيب عاشور. وفي هذا السياق ذكّر الاخ الامين العام بترابط الاجيال النقابية وبالعلاقة العضوية بين محمد علي وباقي المحطات التي مرت بها الحركة النقابية وبخاصة تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل على يد حشاد العظيم وثلة من رفاقه العظام. الاخ الامين العام حيّا كذلك المكتب الجهوي المتخلي يتقدمه الكاتب العام الاخ اسماعيل حيدر على ما قدموه لفائدة جهة قابس وما تحقق من مكاسب ونجاحات مذكرا بالرصيد الهائل للجهة على المستوى النضالي اجتماعيا ووطنيا. الاخ الامين العام وبعد ان رحب بكل الحاضرين اكد ان الاتحاد العام التونسي للشغل منظمة الجميع وان المسؤولية فيها مشتركة بين كل ابنائها مشددا على ان الاتحاد جامع للأفكار وحامي للديمقراطية لأنه وُلد كذلك حرا ومستقلا وديمقراطيا ومناضلا معربا عن الاعتزاز بتركيبة المنظمة الشغيلة التي تبقى الغطاء لكل الحساسيات والتوجهات الفكرية والتي تتغطى داخل المنظمة بالغطاء النقابي دون سواه. كما بيّن الاخ الامين العام ان الساحة النقابية ساحة اجيال وان المدرسة النقابية مدرسة ذات مستوى وقدرات عالية. كما بيّن الاخ الامين العام ان النقابي خادم أمين لكل الشغالين مبرزا ان الاختلاف في الرأي محمود لأنه اختلاف من أجل تعزيز المكاسب وتنوير الفكر النقابي وتطويره بما يتجاوب مع باقي النقابيين في اي موقع للمسؤولية. الاخ الامين العام اكد ان المؤتمرات النقابية جرت وتجري في كنف الشفافية والديمقراطية والمنافسة النزيهة معتبرا كل من ترشح نجح أو لم ينجح هو نقابي وعليه مواصلة انتمائه لمنظمته وتطوعه لخدمة الشغالين بالفكر والساعد. الاخ الامين العام تطرق الى مكانة النقابة الاساسية وأهميتها في دفع العمل النقابي لارتباطها المباشر بهموم الشغالين في مواقع العمل. من جهة اخرى تطرق الاخ الامين العام الى المفاوضات الاجتماعية فبين اننا حققنا ما أمكن تحقيقه وما تبقى يعتبر كبيرا داعيا الى ضرورة استكمال هذه المفاوضات في القطاع العام بعد ان تم الاتفاق في الوظيفة العمومية وفي القطاع الخاص. وبين الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد مع حوار اجتماعي موصول من اجل ايجاد الحلول المشاكل والمسائل التي قد تطرأ. كما أكد ان الاتحاد يتمسك بالدفاع عن الشغالين وفي نفس الوقت تهمه مصلحة الوطن وعزة تونس ومناعتها وتحدث الاخ الامين العام عن الازمة المالية العالمية وما قام به الاتحاد لمتابعة آثارها على الاوضاع الداخلية وعلى العمال والمؤسسات داعيا كل الاطراف الى ضرورة توحيد الصف من اجل مواجهة كل الصعوبات وايجاد الحلول الملائمة للمشاكل التي قد تحدث جراء العولمة معتبرا العولمة كارثة على اقتصاديات العالم وبخاصة اقتصاديات الدول النامية والضعيفة. الاخ الامين العام تطرق في كلمته التي استغرقت اكثر من ساعة ملفات بصدد الدرس والتعمق فيها من قبل الاتحاد كملف صناديق الضمان الاجتماعي والتشغيل والجباية والمناولة وغيرها من الملفات التي تحظى باهتمام ومتابعة دقيقة من قبل قيادة الاتحاد. من جهة اخرى اكد الاخ عبد السلام جراد ضرورة ان يقوم المجتمع المدني بدوره في دعم الديمقراطية والعمل لما فيه خير البلاد عموما وضرورة ان يقوم الاعلام بدوره في الاضافة وانارة الرأي العام بكل شفافية ونزاهة. وجدد الاخ عبد السلام جراد التأكيد على أنه ليست للاتحاد طموحات سياسية بل له اهتمامات بكل الاوضاع باعتباره منظمة وطنية وليست حرفية تهمها مصلحة تونس وتطورها وازدهارها. كلمة الاخ الامين العام تضمنت كذلك التمسك بمواقف الاتحاد الثابتة من قضايا العدل والتحرر واحترام حقوق الانسان والحريات والدعم المتواصل للقضية الفلسطينية والتصدي لمحاولات ارباك بعض الدول العربية سواء في السودان أو في فلسطين أو في العراق الشقيق. ونشير في الختام الى اننا نورد كل تفاصيل المؤتمر في عددنا القادم.