«أنا اكتب لأروي ما حدث... لأخبر عن تفاصيل لم تعشها كل الأجيال... اكتب للّذين لم يعايشوا الأحداث»... هكذا تكلمت الكاتبة الروائية مسعودة بوبكر عندما التقت بجمع غفير من المولعين بكتاباتها وبالأدب عموما خلال لقاء انتظم في النادي الثقافي الطاهر الحداد وافتتحته السيدة هدى بوريال مديرة الفضاء ونشطه الشاعر «الهايكوي» سالم اللبّان. اللقاء كان حميميا احتفاليا بصدور آخر اعمال الكاتبة الابداعية وهو رواية اختارت لها مسعودة بوبكر من الاسماء «الألف والنون»... هي الرواية الخامسة في مسيرة الكاتبة التي كتبت ايضا الشعر والقصة القصيرة وكتبت في المسرح ايضا وهي المعلومة التي اخفتها مسعودة عن متابعيها ولكن حضور الممثلة المسرحية «حليمة داود» كان سببا في انكشاف هذا الجنس الإبداعي الذي تمارسه المحتفى به دون ان تعلن. الحاضرون في هذا الاحتفاء توزعوا بين الأكاديميين والصحفيين والشعراء والروائيين والأصدقاء والأهل والمتابعين لمسيرة مثابرة مسعودة بوبكر التي أقر جلّ المتدخلين بمدى اصرارها على فعل الكتابة في ممارسته الموجعة والمؤذية خصوصا والكاتبة ككل مبدعي هذه البلاد لا تتفرغ لأدبها لأنها مضطرة للكدح من اجل لقمة العيش... المتدخلون في هذه الجلسة الحوارية الخفيفة تعرضوا ايضا لمختلف الكتابات الروائية للمبدعة منذ رواية «جمان» و «عنبر» ثم «طرشقانة»، و «وداعا حمورابي» وهذه الرواية التي تطرقت خلالها مسعودة بوبكر لموضوع قديم جديد وهو تشتت الشباب العربي بين هوية ثابتة ينشأ عليها وبين هوية وافدة تخترقه من خلال الفكر الديني المعولم والمتوسل بالوسائط التكنولوجية الحديثة (فضائيات وانترنيت)... مسار أنتج في إحدى منعطفاته لحظة عنيفة تنظيرا وممارسة هي لحظة سيادة الفكر السلفي من خلال عمليات التفجير... الحاضرون ناقشوا ايضا خصائص الكتابة الروائية لدى مسعودة بوبكر وطبيعة جملها الواضحة والناقدة وقدرتها على التخييل وبحثها واجتهادها من اجل تأثيث اعمالها وتقريبها من الحقيقة وملامستها للواقع... عنوان الرواية كان ايضا محل تساؤل من المتابعين ومثار تأويل تركت مسعودة بوبكر بابه مُواربا لأن لكل قارئ فهمه للنص وطريقة تعاطيه معه... هذا اللقاء مع مسعودة بوبكر كان مليئا بالمحبة والإجلال وقد حضره رفيق دربها ومشجعها الرئيسي السيد عبد العزيز الذي وُجهت له التحية من اجل تفهمه وتشجيعه للمرأة الثابتة في زوجته وأم أطفاله إذ لولا صبره وقناعته بجدوى الكتابة لما تمكنت هذه الكاتبة من اثراء المشهد الإبداعي بكتابات لافتة وعلى أنغام موسيقية لمجموعة من الشباب الهاوي تولت مسعودة بوبكر توقيع نسخ من هذه الرواية الجديدة (الألف والنون) لبعض الحاضرين واختتم اللقاء بطعم الأناناس بل بطعم الحلويات والمشروبات الاحتفائية.