اضرب اعوان التبغ والوقيد في تونس والقيروان وسجنان ونفزة يوم الاربعاء الماضي عن العمل احتجاجا على تعطل المفاوضات وتطبيقا لقرار اتخذته الهيئة الادارية للجامعة العامة للمالية في اجتماعها يوم 23 ماي الماضي. وأكدت الجامعة العامة في تصريح خاص «للشعب» ان الاضراب تم بنجاح في كل المواقع. وأفادتنا الجامعة من جهة أخرى ان الادارة العامة اغتنمت فرصة تنفيذ الاضراب لتوزيع بلاغ تفننت من خلاله في محاولة الإساءة الى العمال والطرف النقابي والايحاء المجاني فضلا عن الاغراق في اللغة الخشبية المعددة للإنجازات والتحسينات وابراز أحسن النيات فيما اعتبرته للتجارة الموازية تشجيعات، فقالت من ضمن ما قالت «ان اعضاء المكتب التنفيذي اقتنعوا بأن مستوى المذاقة بلغ حدا لا يمكن تبرير تجاوزه منطقيا» وأكدت «غياب اي مبرر موضوعي لقطع المفاوضات والاضراب عن العمل». لقد بلغ السيل الزّبى وردّا على بلاغ الادارة العامة أصدرت الجامعة العامة بيانا هذا نصه: طالعتنا ادارتنا العامة ببلاغ كنا نودّ ان يكون محتواه معبرا فعلا عن ارادة صادقة للحوار عوض التدخل السافر في الشأن النقابي والحديث بلسان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل. وهي آخر تخريجة لم تشهد لها الساحة النقابية مثيلا حتى خلال فترة الاعتداءات السافرة على هياكله الشرعية والحال ان الأمر لا يستدعي الاستشهاد بأي موقف لتأكيد مؤازرتنا ودعمنا من طرف كل هياكلنا النقابية، فمن أمضى برقية الاضراب وكم اتصال أجراه الامين العام بالسيد الوزير حول هذا الامر؟ الى جانب المغالطات حرصت الادارة على ابراز «حسن نيتها» والحال ان المطالب وجهت لها منذ 4 مارس 2009!!! كان بودنا المجادلة بالحجج الدامغة والعقل الرصين على طاولة المفاوضات وكان بودّنا ألا نجبر على الرد على هذه السفسطة لأننا على يقين ان زملائنا والاطارات النقابية بالقطاع مجندون صفا واحدا مع جامعتهم لأنها تمثلهم بصدق وسينفّذون اضرابهم بنجاح تام كعادتهم. نكتفي بهذا القدر في اطار التذكير مع الدعوة الى تغليب العقل والرجوع الى مفاوضات جادة تجنبا لمزيد التوتر.