تبقى المراهنة على الثقافة المؤسسة والنوعية في المناطق الداخلية بلادنا مهمة صعبة وفي بعض الاحيان دونكيشوتية او سيزيفية بسبب حالة الجهل او اللامبالاة العامة او الإنغماس التام في المشاغل اليومية للمواطنين ومع ذلك هناك العديد من الطاقات الحية والمتوثبة للانقضاض على الفرص المتاحة بل وإيجادها من عدم لإحداث ثقب في الجدار السميك. ومن بين المبادرين الاستاذ الباحث فرح العبدولي الذي اقام اول دورة من نوعها في سيدي بوزيد وهي دورة 24 ساعة سينما يومي 27 و 28 جوان 2009 تحت شعار «» وقد توزعت فقرات البرنامج بين المؤسسات الثقافية والشبابية والساحات العامة بمدينة سيدي بوزيد. انطلقت فقرات البرنامج بمحاضرة بعنوان «محطات من تاريخ السينما التونسية» قدمها الاستاذ الباحث فرح العبدولي بنفسه، وتم عرض بانوراما السينما التونسية للهادي خليل شُفع بنقاش حول التجارب السينمائية بتونس. وفي نفس القاعة، قاعة أبوبكر القمودي بدار الثقافة، تابع الجمهور شريط «صفائح من ذهب» للنوري بوزيد وشريط «صمت القصور» لسلمى بكار الى جانب عرض أشرطة قصيرة تونسية وعربية، وتوازيا مع العروض السينمائية انتظمت حلقات نقاش بالمقهى الثقافي المحاذي لدار الثقافة. وبعد الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة من قبل والي سيدي بوزيد وبحضور اطارات ومثقفي الجهة اشرف الناقد السينمائي الناصر الصردي على ورشة حول اللغة والتحليل السينمائي مع عرض نماذج من افلام قصيرة... التظاهرة توجت بإمضاء جدارية تحمل شعار «» وهي حركة تأسيسية لمواصلة درب الفعل الثقافي بسيدي بوزيد وانتشال العديد من شباب المنطقة من المقاهي وبؤر الكسل والخمول وهي ايضا تظاهرة تساهم في تكسير المركزة التامة للشأن الثقافي في العاصمة او بعض الولايات السياحية. تظاهرة 24 ساعة سينما ومن خلال إقبال الجمهور على فقراتها أثبتت ان امكانية استمرارها واردة جدا ويكفي دعمها في المستقبل لتتماسك اكثر خاصة وان المندوبية الجهوية الثقافية تشرف على فعالياتها الى جانب الادارة العامة للشباب والمندوبية الجهوية للشباب والرياضة والتربية البدنية.