تشهد ولاية قبلي حركية ثقافية دائمة. فبعد مهرجان الفنون التشكيلية الذي نظمته جمعية الفنون بدوز بمشاركة المعاهد العليا للفنون والحرف وبدعم من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث وبعد مهرجان العزف المنفرد الذي احتضنته دار الثقافة ابن الهيثم بقبلي في اطار الاحتفالات الجهوية بذكرى التغيير ستعيش مدن الولاية أيام 26 و27 و28 نوفمبر الجاري على ايقاع الفن السابع من خلال الدورة الثانية لملتقى السينما بقبلي الذي ينتظم تحت اشراف السيد محمود سعيد والي قبلي في اطار الاحتفالات بسنة السينما التي أذن بها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بتنظيمها لتنمية الثقافة السينمائية لما تعنيه من قيم تنوير وحداثة. البرنامج يتضمن مجموعة من الفقرات أبرزها العروض السينمائية التي ستكون مشفوعة بنقاش كما ستتوزع بين مختلف الفضاءات الثقافية في ولاية قبلي الى جانب ندوة فكرية وورشات متخصّصة. العروض في باب العروض السينمائية ستكون البداية بعرض الشريط الوثائقي «كان يا مكان في هذا الزمان» بحضور مخرجه هشام بن عمار وكان الشريط عرض في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية كما سيعرض شريط «فن المزود» لسنية الشامخي الذي عرض هو الآخر في أيام قرطاج السينمائية في باب البانوراما وهي «في عينيّ حواء» لأنور الحوار و«جارة الساس» لمحمود التركي و«دوز.. وردة الرمل» لكريم العوادي من انتاج جمعية دوز للتراث والفنون بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بقبلي وشريط Les Sandales de Terre لمنصور خديّم اللّه. وفسحت المندوبية الجهوية المجال في الدورة الثانية من ملتقى السينما بقبلي الى شبان الجهة المفتونين بالفن السابع ليقدموا أعمالهم التي أنجزوها في اطار الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة مثل «المهمل» و«أحلام موؤودة» وإنه عالم عجيب لعادل عثمان و«زوم» لأمير العوادي وآمال بن ابراهيم و«عطش الأجنحة» لمحمد الخامس شوّد وأيمن يعقوب و«الخطوة الأولى للفلاح» للمختار عبد النبي. الى جانب هذه العروض الوثائقية ستعرض في دور الثقافة بالجهة مجموعة من الأفلام التونسية وهي «خشخاش» لسلمى بكار و«الأمير» لمحمد الزرن و«قوايل الرمان» لمحمود بن محمود و«كلمة رجال» لمعز كمون و«خرمة» للجيلاني السعدي و«التلفزة جاية» لمنصف ذويب و«غدوة نحرق» لمحمد بن اسماعيل و«آخر فيلم» للنوري بوزيد وستتواصل عروض الأفلام الى يوم 4 ديسمبر. فعاليات أخرى الى جانب العروض السينمائية يتضمن البرنامج ندوة حول «السينما التونسية أزمة تمويل أم أزمة إبداع» بمشاركة محمود الجمني وسنية الشامخي والناصر الصردي سيقدم مختار عبد النبي مداخلة بعنوان: «تجربتي في الميدان السمعي البصري والسينمائي». ويتضمن البرنامج أيضا ورشة في الكتابة السينمائية يشرف عليها الناصر الصردي وورشة التحليل السينمائي باشراف محمود الجمني وورشة الاخراج السينمائي باشراف سنية الشامخي وورشة المونتاج باشراف مختار عبد النبي وستكون هناك عروض موجّهة للتلاميذ بحضور الأولياء تنشطها المربية سيناء العزّابي. عودة هذا الملتقى بعد غياب عامين تعدّ مكسبا كبيرا لجهة قبلي التي تفتقر الى تقاليد سينمائية رغم حماس ومبادرات الشبان المنضوين في دار الشباب بقبلي وستكون عودة هذا الملتقى الذي تشرف عليه المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بقبلي مبادرة جادة وجدّية لتأسيس تقاليد سينمائية تبرز خصوصيات الجهة.