إن التواصل والترابط بين مراحل الحركة النقابية وروادها يتجلى اليوم في ما يصبو الى تحقيقه كل الرجال والعقول التي ساهمت في الماضي القريب او البعيد في الملاحم النقابية مع الزعماء الأفذاذ محمد علي الحامي فرحات حشاد احمد التليلي والحبيب عاشور وما فتئت ثلة من هؤلاء المناضين تعمل بصمت وتأن لبناء لبنة جديدة للعمال داخل الاتحاد العام ولبعث رافد من روافد العمل النقابي للدفاع عن مكاسب الشغيلة وربط ماضيها بحاضرها بعد الاحالة على التقاعد. هؤلاء الرجال مثل الاخوة عبد السلام جراد وعلي رمضان وخير الدين الصاحلي وسعيد الحداد والصادق بسباس وعلالة العامري منهم من ذاق مظالم السجون والحرمان ايام الاستعمار او في مرحلة بناء الدولة الحديثة لنضالهم الشريف الى جانب العمال وقيادة الاتحاد الشرعية. وشعورا من هؤلاء المناضلين بمنعطفات وتفرعات المرحلة التاريخية الحالية وما يمكن ان ينجر عنها من تهميش وعزلة قد يضران بشريحة العمال المتقاعدين من جراء تبعات الازمة الاقتصادية العالمية حاضرا ومستقبلا إضافة الى التغيرات الديمغرافية في بلادنا التي بإمكانها إضعاف الاتحاد زيادة على تأثيرات التشغيل الهش والمرن على انتساب الشباب العامل للمنظمة والوضع المالي للصناديق الاجتماعية. وبما ان هؤلاء المناضلين يعتبرون من الماضي وهم يخططون للمستقبل، انطلقوا بالفعل بدعوة كل النقابيين على كل المستويات والجهات لتكثيف انتساب العمال المتقاعدين وتحفيزهم لتكوين هياكل خاصة في صلب الاتحاد العام التونسي للشغل. وضمن هذا الاطار، على كل النقابيين الوقوف الى جانب هؤلاء الرواد المبدعين لصالح الشغيلة وذلك بتكريمهم ودعم مجهوداتهم بالانتماء وتثبيت هياكل المتقاعدين محليا وعربيا ودوليا، وبهذا نكون قد عملنا على ممارسة التواصل بين الاجيال المناضلة من اجل الكرامة والعزة للوطن والعمال، وساهمنا في تطوير العمل النقابي بكل مكوناته داخل الفضاء الرحب. الاتحاد العام التونسي للشغل. وبما ان الاعتراف بالجميل من شيم الرجال وجب على كل نقابي المساهمة في تأسيس تقاليد اخلاقية سامية تهدف الى احترام واكرام كل اجيال الحركة النقابية في جميع المراحل والجهات.