اطلعت يومي 9 و 16 اوت 2009 على المقالين اللذين نشرهما الاخ سالم الحداد حول منبر الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي تعليقا على شهادة احمد التليسي. وقد نشرت جريدة الشعب على جزئين مقال الاخ الحداد كما نشرت الصحيفة المشكورة تعليقي على شهادة احمد بن نصير موضوع وجدل الساعة حول ما ذهب اليه خيال الكاتب الاخ سالم الحداد في تحاليله واستنتاجاته واقواله وافكاره، وهو حر في التعقيب والتعليق والكتابة والتعبير. لكن عندما نساهم في الكتابة او ندلي بحديث او نشارك في حوار حول التاريخ ورموز الحركة التحريرية الوطنية علينا مزيد التحري من كل الخلفيات وترك كل ما من شأنه الانحياز الى جهة او اشخاص او تصفية حسابات او اتاحة فرصة لذكر السلبي فقط والعمل على تهويل الامور والتحامل على الرموز والاساءة الى الزعماء او التنقيص من شأنهم ونضالهم وتضحياتهم واشعاعهم النضالي ورصيدهم الوطني. نعم ان التشكيك في الواقع لا ينقص من اشعاعهم او تاريخهم فقد نالوا شهادات عالمية مهمة ودخلوا التاريخ من الباب الكبير، ولا احد يمكنه مهما كانت محاولاته ان يؤثر في عقول الناس او في حبهم لرموز الحركة الوطنية. فالزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله له انصاره وشعبيته وتاريخه النضالي الطويل والزعيم فرحات حشاد رحمه الله له وزنه ونضاله واشعاعه وبصماته والزعيم الهادي شاكر له تاريخه وانصاره وبصماته وكل الزعماء والابطال وكبار المناضلين لهم رصيدهم النضالي ومواقفهم ونضالهم الذي لا ينكره الا جاحد او منافق او انسان غرور يريد طمس الماضي بشتى الطرق لغاية في نفس يعقوب. وان العاقل صاحب الحياد النزيه والصادق لا ينظر للامور بمنظار اسود وسلبي. فهذا لا يصدر من عاقل وقد عشنا وسمعنا وسافرنا الى الخارج فلم نسمع فرنسيا او امريكيا او هنديا او مصريا شكك في رموز هذه الامم ففي فرنسا مازال ذكر الجنرال ديغول حاضرا في اذهان الفرنسيين وفي الهند لازال غاندي ونهرو محل ثقة واعجاب وكذلك في تركيا مصطفى كمال اتاتورك وفي مصر العربية. وبعد 39 سنة عن رحيل الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله بادر النظام والشعب المصري بإقامة متحف تاريخي للزعيم الراحل عبد الناصر وجناح للرئيس انور السادات وجناح ثالث للزعيم العملاق الحبيب بورقيبة رحمه الله. وقد كرمت مصر الزعماء تكريما لنضالهم ووفاء لأرواحهم وتقديرا لكفاحهم المرير الطويل. واعتقد ان إحداث متحف بمصر للزعيم بورقيبة هو اعتراف بالجميل ووفاء لروح هذا الرمز الذي سماه رئيس بلدية باريس عام 2004 بمناسبة تدشين ساحة تحمل اسم الزعيم الحبيب بورقيبة بقلب عاصمة النور باريس. قال الزعيم بورقيبة هو الاب الروحي للشعب التونسي والاب الكبير لاستقلال تونس. هذه الشهادة ادلي بها واذكر بها وقد بادرت جريدة الشعب مشكورة يوم 27/04/2004 بنشر مقال شامل حول تدشين ساحة الزعيم بورقيبة بباريس بالكلمة والصورة.