قبل انطلاق حفل هاني شاكر بسويعات أصيب مدير مهرجان بنزرت السيد لطفي الصفاقسي بتوعك مفاجئ تمثل في آلام بالكلى جراء برد مما ألزمه الفراش للتداوي بمصحة الروابي وما إن بلغ الخبر مسامع المطرب هاني شاكر حتى بادر بزيارة مفاجئة الى مدير المهرجان بالمصحة لمواساته والتخفيف عنه. هاني شاكر قال للصفاقسي: «جئت لأخذك معي الى المسرح لحضور الحفل». نجاح باهر حقّق حفل المطرب هاني شاكر نجاحا جماهيريا وفنيا كبيرا حيث ادى خلاله الاغاني المفضلة لدى جمهوره الذي رددها معه وهي (تونس يا حرية، وانت وانت حبيبي، وحبيبي حياتي، وشفتك حزين، ويارتني قابلتك من زمان، وغلطة، ودائما على بالي، وكده برده يا قمر، وأنا قلبي اليك، وأكيد نسيانك صعب، ولو بتحب صحيح، التي أعادها مع الجمهور وعليّ عليّ دي حكاية). هذا وأدى كالعادة مقاطع من اغاني عمالقة الفن والطرب وهي «حيرت قلي معاك» لأم كلثوم و «من غير ليه» لمحمد عبد الوهاب و «جانا الهوى» لعبد الحليم حافظ أطربت الجمهور الحاضر الذي رددها معه. ماذا بعد العرض؟ أكد هاني شاكر ان بينه وبين جمهور تونس حالة خاصة من الحب والعشق متبادلة منذ سنين طويلة وله معه لغة مشتركة في حب الصوت الحلو والكلمة الهادفة. وعند سؤاله عن أداء بعض الفنانين على المسرح بطريقة البلاي باك شاطر رأي السائل بأن ذلك يعني استبلاها للجمهور وفضّل عدم ظهورهم في المسارح والاكتفاء بتسجيل الاشرطة والكليبات. وعن فقدان الساحة لعمالقة الفن والطرب أجاب انهم قليلون والسائد اليوم هي الصورة لا الصوت واللحن والكلمة وأبدى تفاؤله وأمله في المستقبل والشباب الصاعد. وبسؤاله عن الايقاع في الاغنية الطربية اليوم، هل هو نتيجة فقدان عمالقة التلحين أم هو ناتج عن سوء توزيع؟ أكد انه نتيجة سوء توزيع فقط وان ملحوظته دقيقة واننا كنا فعلا نستمتع ماضيا بالجمل الموسيقية ولزيادة توضيح قوله بأن الفن السائد قنبلة موقوتة اكد ان القنوات الغنائية التي تدخل بيوتنا بغير اذن وما يشاهده فيها الاطفال من كليبات تبرج ورقص وكلمات لا يليق بطفل سماعها وحفظها وانها بمثابة القنبلة الموقوتة. وعن سر شبابه الدائم وعنفوانه المتواصل وظهوره الركحي والفني المتميز قال ان سببه حب الجمهور الذي يعيده في كل مرة 10 سنوات الى الوراء. اما عن فقدان آلة العود في التخت فقد أجاب بأن اصوات الآلات الكهربائية الصاخبة تطغَى وتغطِي صوت آلة العود الرقيقة والضعيفة شأنها شأن آلة الناي وذلك بالمسارح المفتوحة، اما بالأوبيرا مثلا ستجد الآلتين معا في التخت. وعن حفل طبرقة صرّح بأن الخوف تملكه من الغاء الحفل عندما هبت رياح قوية بعثرت الكراسي وتطايرت لها الاوراق وانحنت لها الاشجار وكادت تقتلع كما هو الشأن في الافلام الامريكية حسب وصفه واضاف وقد تنفست الصعداء عندما هدأت العاصفة؟ نجاح عرض «زوز حمامات» كسبت هيئة مهرجان بنزرت الرهان بنجاح عرض «زوز حمامات» للفنانين الصاعدين عماد عزيز ودرة الفورتي. وجاءت فكرة هذا العرض الاول لهما حسب تصريحهما بعد اكتشافهما جهل تلامذتهما في مادة الموسيقى لعمالقة الفنانين التونسيين مثل نعمة أطال الله عمرها والمغفور لهم محمد الجموسي والصادق ثريا والهادي الجويني وعليّة وصفية الشامية فكانت فكرة العرض تروم تكريمهم والتعريف بهم لدى الشباب الصاعد للحفاظ على التراث من الاندثار، كان هذا الحوار بين الزوجين فيه حب وعطف وهجر وعودة ووئام، واختارا له باقة أغان تونسيةأصيلة يفوح منها عبق الماضي الجميل جسمتها فرقة الموسيقار نبيل زميط واضافت عليها سحرا تدخلات الساحر أنيس الغربي فتجاوب معهما الجمهور.