عاش جمهور مهرجان قفصة الدولي من الثامن من جويلية الى غاية السادس من اوت الجاري على وقع الدورة الحادية والثلاثين لهذه التظاهرة الصيفية التي بلغت سنتها الثالثة دوليا ويمكن القول انها حققت اهدافها إجمالا ولبت انتظارات معظم روادها رغم النقائص المسجلة والصعوبات الموجودة خاصة منها المادية. ولعل ابرز ما يسجل في هذا الصدد ارتفاع عدد الحضور من سهرة الى اخرى لنصل في سهرة الاختتام الى اقصى طاقة استيعاب المهرجان خلال عرض مسرحية «عبد الجبار حل الكتاب» لعبد القادر مقداد فيما شهدت سهرات اخرى حضورا مكثفا فاق التوقعات احيانا ونذكر هنا عروض البلطي ونور شيبا وفارس كرم وشيرين عبد الوهاب وعمي رضوان وبدرجة اقل فضل شاكر وسنيا مبارك والمنوعة القفصية والفرقة الوطنية للموسيقى والشاب مهدي ومسرحية «يصير عالنساء» فيما كان الحضور ضعيفا في سهرات الفرقة الصربية وغازي العيادي والافلام السينمائية وسهرة الراب أما التنشيط الشارعي فقد حقق نجاحا ملحوظا خصوصا عروض الفرقة الروسية ورشيد القفصي بحديقة 7 نوفمبر بوسط مدينة قفصة. ما يحسب ايضا لهذه الهيئة توصلها مرة اخرى لتحقيق توازن مالي ملحوظ رغم محدودية الموارد وندرة الاشهار ولعل منهج توخي الصرامة في عملية الدخول للعروض أتت أكلها في هذا الباب الى جانب ترشيد نفقات العروض. اما ما يعاب على هذه الدورة فهو نقص العروض المخصصة للاطفال وانعدام العروض التراثية وغلاء تذاكر العروض الدولية ربما بسبب محدودية طاقة استيعاب فضاء البرج الذي اصبح هاجسا مؤثرا على الهيئة والجمهور على حد سواء وربما يجدر التفكير بإلحاح في فضاء اكثر اتساع خاصة للعروض الكبرى ولما لا الملعب البلدي مثلما يحصل في جهات اخرى؟ وعلى العموم بإمكاننا الجزم بأن مهرجان قفصة الدولي احدث لنفسه موقعا متقدما ضمن خارطة المهرجانات الدولية واحتل مكانة متميزة في المشهد الثقافي الوطني فهل يواصل هذه المسيرة بثبات؟ ذلك هو أمل جمهور ومثقفي الجهة خاصة امام الدعم الكبير للسلط الجهوية والمحلية والتشجيع الحاصل من قبل وزارة الثقافة وهياكلها الجهوية.