يبدو ان ايام معز ادريس الرئيس المعين للنجم الساحلي صارت معدودة على رأس الفريق بعد ان وصلت الامور الى نقطة اللاعودة، وبعد ان اصبح وجوده على رأس النادي مصدر قلق أمني صريح بعد الاحداث التي كان اخرها ما شهده ملعب سوسة بل بعض شوارعها التي تحولت الى مسرح لأحداث عنف اثر المقابلة ما قبل الاخيرة والتي جمعت النجم «بهارتلاند النيجيري»، اضافة الى هذه الحملات على بلادنا من أولادنا (!!!) على المواقع الالكترونية ومنها Power.ESS حيث دفع الفريق والجهة والمسؤولون جريرة المعز والبلاد تستعد لمواعيد هامة في مقدمتها مواعيد لن تكون الرياضة بمعزل عنها بما لها من حجم تعبوي واستقطاب شعبي... أما من الناحية الرياضية والادارية والاعلامية فهذا دورنا الذي نعترف، بل أعترف شخصيا اني من المقصرين في أدائه لأنني كنت والبعض من الزملاء شهود اثبات على أحوال النجم في سوسة وخارج سوسة عند كل تنقل (على حسابنا) وألح على هذه اللفظة لأنني سأعود لها في سياق هذا الحديث. قلت كنّا مقصرين وكان بالامكان ان ننقل اخبار وتفاصيل على غاية الخطورة والضرر بالبلاد وللحقيقة والتاريخ لم يمنعنا احد من ذلك ولكنه حياؤنا وصبرنا وتفهمنا لظروف الانسان في بعض المواقع على غرار الموقع الذي يشغله ادريس... وقد كان بالامكان ايقاف او بالاحرى المساعدة على ايقاف هذا المسلسل الادريسي المليء بالبكائيات واللطميات والمسرحيات والافلام منذ ذهاب فوزي البنزرتي، أو قدوم «ديكستال» أو «روهر» وكذلك منذ هروب اكثر من نصف الفريق (والبعض يقولون تهريبه) ليبقى النجم الشقيق التوأم لفؤاد أم موسى (اي فارغا) لمن لم يقرأ القرآن ولم يحج مثل معز ادريس. كذلك كان ممكنا وضع حد لهذا التدهور منذ احداث اليابان هذه المحطة التي ملأت عيون النجم واحبائه بالرماد... هناك خصص معز ادريس اغلب الوقت لمحاصرة الدكتور جلال كريفة والاحاطة به احاطة لو شملت اللاعبين والفريق ككل، لعاد بكأس العالم وكأس اسيا وبطولة وكأس الامبراطور «هيروهيتو»!!! كذلك كان ممكنا وضع حد لهذا الكابوس عندما فاحت الفضيحة الاخطر والتي اعتبرها البعض مؤسسا لأزمة تتجاوز الكرة لتشمل اتجاهات اخرى تصل الى الفظاعة بحكم ما تثيره من نعرات حاشى بلادنا ان تكون مسرحا لها واعني مسألة العلم الاصفر الذي رفع في مدارج سوسة والذي ربطه البعض وتم تأويله تأويلات عدة من بينها مساندة النجم والسْوَاسَة «لحزب الله» في جنوب لبنان بإيعاز من خليّة احباء النجم بمكة المكرمة التي وضعت لافتات لها بملعب سوسة بجانب موقع لافتة منزل النور اكبر خلايا النجم والتي استقال اعضاؤها ثم سرعان ما تراجعوا من اجل المصلحة العليا للنجم والاكتفاء بالقاء اضخم صورة على الاطلاق للنجم يتوسطها ادريس في مستودع على ملك القهواجي... حكاية «العلم الاصفر» وعلى خطورتها لم تحرك في «المعز» ساكنا بل أجمع الاحباء على ان سكوت ادريس علامة رضا بل دفع الى مزيد تحويل النجم وتقزيمه وتحجيمه من مداره الاقليمي والوطني والدولي الى المدار المحلي الضيق ليصبح «الحومة الثالثة في تونس». الاستعداد كذلك كان بالامكان عدم الاستخفاف بحجم النجم وتركه مضغة في الأفواه عندما وصف ادريس جماهير أعرق فرق افريقيا الترجي والافريقي ب «زوز حْومْ» وما أثاره ذلك الوصف من غبار زكم الانوف وأعمى الكثير من القلوب والاعين فأصبح النجم وجمهوره مستهدفا حيثما حل، بل صار ربع البلاد مكروها من اهل البلاد. وقد تضرّع الجميع الى الله كي لا يتجاوز الامر معز ادريس كشخص والكرة كقطاع... هذه الحكاية التي اعتبرت اشاعة صحّت عندما لم يتجرّأ ادريس على انكارها في أي محفل اعلامي وهذا يعني السكوت بما يعنيه السكوت من رضا. لعنة مقلدة لكلّ ما تقدم كان ممكنا ارسال المعز الى شؤونه الخاصة وملياراته «الخاصة» ليفرج الله عن النجم أزمته ويوضع حد للهزائم والنتائج المذلة (الترجي مثلا). ولكن لا شيء حدث، واستمر النجم جاثما فارغا، خاويا، رغم تصدره حاليا ترتيب البطولة والامر لا يتعدى «منامة عتارس» ما دام ادريس هناك بل ما دام لا يعتبر، بل ما دام المعز مواصلا في اخطاء الموت هذه!! ولتنظروا الى آخر الطلعات و «الفعايل» وسأختصرها لأنها تخصني شخصيا وقد تركت التفاصيل الى زملاء آخرين... حدث ذلك الاسبوع الماضي وقبيل رحلة الانكسار الاخيرة الى «الكونغو»... فإثر لقاء الاحد وتأكد النجم من حظوظه القائمة عزمنا على تغطية لقائه في الكونغو واشعرنا السيد توفيق قبيش الناطق الرسمي بذلك لمجرد الاعلام فقط والتأكيد له امام الحاج الغزي واخرين اننا ككل المرات نرفض ان نحمّل النجم شيئا بل على حسابنا الخاص... ومن الغد خاطبنا واحد قال انه «الدرويش» مؤكدا لنا ضرورة تمكينه من رقم الجواز ليسجله في قائمة المرافقين فمكّناه من ذلك بعد ان وافقناه على دفع معلوم التأشيرة (230 دينارا) وفي الاثناء اتفقنا مع شركة «Jet air» لتأمين الرحلة الى «كينشاسا» عبر «بروكسال» وذلك لعدم ثقتنا صراحة في بعض الوجوه، اضافة لرغبتنا عدم اثقال كاهل النجم ما دام عندنا فرص اخرى... من الغد اتصل السيد درويش مرة اخرى ليؤكد لنا ان موعد السفر في الساعة كذا على متن الطيران الجديد وانني من ضمن الوفد المرافق لأبطال افريقيا سابقا، فقلنا: لا بأس، رغم اننا سندفع للنجم اكثر من «Jet air» فالانتماء الى النجم شرف انا أسعد الناس به. صباحا تحولت الى السفارة «الكونغولية» بالمنزه الخامس وهناك طالبوني ب 230 دينارا فسلمتهم الجواز على ان أعود لاحقا، وفي الاثناء وصل مندوب عن النجم متأبطا جوازات اخرى وقائمة تضم اسمي. غادرت السفارة على ان اعود لاحقا لأتسلم جوازي بصفة شخصية وكم كانت المفاجأة مفزعة حيث استبقني الدرويش ليبشرني في العاشرة ليلا ان السفارة ألغت تأشيرتك وعندما سألته: لماذا؟ فقال «الطيارة معبيّة» عندها سألت ما دخل السفيرة في الطائرة او في الشاحنة؟ أجابني: «لا تحرجني يا أخي فالمسألة بيد سي معز... لأن جوازك فقط شطبت تأشيرته الى جانب تأشيرة رضا الغزي الذي توفيت زوجته». ولما سألته: ما الحل؟ ولماذا خاطبني ليلا وفي وقت قاتل لا يسمح بالتصرف؟ وكيف تأخذون جوازي وانا من سلمته بصفة شخصية وليس عن طريقكم ومعزكم؟ وما دخلكم اصلا في امر لا يلزمكم ما دام كل الموضوع في الاصل على حسابي وانتم من حشرني في قائمتكم وقد شكرتكم على ذلك شكرا جزيلا؟ فماذا دهاكم حتى تضيعوا شغلي؟ عندها سكت وقال: «خويا حمدة انا خدام أما راهو معز ادريس شخصيا من ألغى تأشيرتك ورفض ذهابك أصلا... أنا خاطيني وأسأل سي توفيق!!!». اثر ذلك كلمنا سي توفيق الناطق الرسمي للنجم فصدم للأمر وأقسم بأغلظ الايمان ان آخر معلومة عنده اننا سنسافر سويا... اذن، انحصرت الشبهة في معز لتتأكد الامور فيما بعد بأن شهادة الدرويش كانت صحيحة فقد تأكدنا من السفارة انه شخصيا من الغى التأشيرة وبتوقيعه الشخصي. أما لماذا؟ فالاجابة كانت ببساطة وبالتصريح والايحاء ان موقف الاتحاد العام التونسي للشغل وهو الناشر لجريدة الشعب كان سلبيا حيث لم تغطّ الجريدة على تجاوزات معز ادريس، بل كشفت عن معاناة العمال في مؤسسة «مقلدة» التي يديرها ويدخل عليها منذ اشهر توسعة بقيمة 4 مليارات، وفي المقابل يطرد العمال (وقتها) لأسباب اقتصادية!! علما وان هذه المؤسسة تقع في الجمّ المعقل الثاني لأحباء النجم بعد منزل النور الامر الذي حدا بجمهور هذه المنطقة والجهات المجاورة الى مقاطعة مقابلات النجم وعدم الانخراط فيه ما دام معز ادريس يرأسه على غرار «بومرداس والسواسي وشربان وكركر ومنزل الحياة» وخاصة منذ ارتفاع «العلم الاصفر» وطرد عمال «مقلدة» وخاصة أولئك المقطوعة أصابعهم وأرجلهم والمشوهة عيونهم والمعطوبة قلوبهم بفعل عذابات مهنتهم شأنهم في ذلك شأن اعضاء النقابة والشعبة والجامعة الدستورية واعضاء اللجنة المتناصفة...! «الماركاتو» الأميري على غير العادة سيتجاوز «الماركاتو» هذا الشتاء اللاعبين ليشمل المسيرين في اربعة نوادي من قسم النخبة على الاقل وفي مقدمتهم النجم الساحلي مع فارق بسيط بين اللاعبين والمسيرين، حيث سيذهب اللاعبون الى نوادي اخرى في حين سينصرف بعض المسيّرين الى شؤونهم و «آفارياتهم» الخاصة. ملاحظة هامة وثائق كثيرة تحصلنا عليها وسوف ننشرها تباعا بما فيها صور من طوكيو والخرطوم والقاهرة وبعض بلدان الذهب في افريقيا السمراء... ونتوقف اليوم عند احداها وهي الاخيرة حيث تحصلنا على «Manifeste» الرحلة الاخيرة (أي قائمة المسافرين) حيث ضم الوفد الرسمي للنجم عاملا في شركة نقل رصيده الوحيد ظهوره في دور ثانوي يعادل «كومبارس» في احدى المسلسلات الهابطة وهو مرسم عند ادريس برتبة صحفي في وثائق الامن والطيران المدني التي تحصلنا عليها... وللحديث بقية طويلة وعريضة، سنأتي عليها تباعا في اعدادنا اللاحقة من خلال لقاءات أعدت مع الاحباء في كركر منزل النورطبلبةالساحلينالمنستيرأكودةكندار المكنين بوفيشة المسعدين... الى جانب تصريحات للدكتور كريفة واللاعب زياد الجزيري كما سنبحث، بل بحثنا فعلا في سر تواجد سحنون (السفير والناطق الرسمي سابقا) في مكتب معز ادريس في غياب هذا الاخير، وقد كان سعادته مرفوقا بالمدرب المساعد قيس الغضبان عندما دخلنا عليهما في الساعة الثانية ظهرا يوم 25 رمضان!! كما سنعود الى تسجيل وقائع لقاء «أكوا بالاص» الذي جمع خلايا الاحباء بمحافظ الشرطة سابقا والمسؤول عن لجنة الاحباء حاليا... سنأتي على كل هذا وغيره من أجل النجم العزيز الذي ذُلّ ومن اجل «انارة بلا اثارة» للرأي العام وللسلط ذات النظر ولأحباء النجم الذين تصعب حالتهم كما حالي على العدو...