ذكر السيد على الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية ان اصلاح انظمة التقاعد فى تونس هو اليوم محل دراسة معمقة بالتعاون مع مكتب العمل الدولي لاعداد افضل التصورات واختيار انجعها من حيث مراعاة التوازنات المالية للصناديق الاجتماعية وديمومة النظام الوطني للتقاعد وضمان مصالح المنظورين. واضاف خلال لقائه الدوري بممثلي الصحافة الوطنية يوم الثلاثاء بالعاصمة ان المتغيرات الديمغرافية للمجتمع ومنها تزايد عدد التونسيين الذين تجاوزت اعمارهم الستين سنة وارتفاع معدّلات أمل الحياة عند الولادة ساهمت فى تسليط ضغوطات على الصناديق الاجتماعية وهو ما استوجب اعادة النظر فى النظام الوطني للتقاعد الذى يعتبر توزيعيا ويتميز بكونه تضامنيا بين الاجيال. وبعد ان ذكّر بالمكاسب الاجتماعية العديدة التى توفقت تونس فى تحقيقها خلال السنوات الماضية ومن ثمارها تطور مختلف مؤشرات التنمية الاجتماعية والصحية وتحسن مستويات الرفاه الاسري اشار الوزير الى حرص رئيس الدولة على مزيد تعزيز هذه الانجازات على مختلف الاصعدة. وفى جانب اخر من اللقاء تم التطرق الى المفاوضات الاجتماعية وتداعيات الازمة المالية العالمية وبرنامج تعليم الكبار فى تونس. وبين الوزير ان سياسة تونس فى مجال المفاوضات الاجتماعية تعد تجربة نموذجية وهي تراعي التوازنات العامة للمؤسسات الاقتصادية والادارات العمومية وتطور مستوى عيش التونسيين وقدراتهم الشرائية مشيرا الى العناية الخاصة التى يحظى بها ذوو الدخل المحدود وتتجلى في الترفيع فى الاجر الادنى المضمون 28 مرة منذ 1987 الى جانب استفادة نحو 172 الف عائلة بمساعدات اجتماعية قارة بقيمة 85 مليون دينار سنة 2009 فضلا عن تمتيع العائلات المعوزة فى مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية بمساعدات اجتماعية عينية ومالية. وحول انعكاسات الازمة المالية على الاقتصاد الوطني اوضح السيد على الشاوش ان قانون مساعدة المؤسسات المتضررة الذى اقر سنة 2008 قد وقع التمديد فيه الى نهاية 2009 وقد انتفعت به حتى الان 281 مؤسسة جلها مصدرة كليا ويبقى الهدف هو المحافظة على العلاقات الشغلية. وتطرق الوزير الى برنامج تعليم الكبار فلاحظ ان 552 الف شخص انتفعوا به منذ سنة 2000 تاريخ انطلاق التجربة التى من اهدافها لسنة 2010 النزول بمستوى الامية لدى الشباب دون 30 سنة الى نسبة 1 فاصل 5 بالمائة ولدى الفئات النشيطة الى اقل من 10 بالمائة. كما تناول اللقاء الدوري بممثلي الصحافة الوطنية مواضيع التونسيين بالخارج والادماج المدرسي للمعوقين وتشغيلهم وجهود التوقي من فيروس »أي اتش1 ان 1« فى الوسط المهني. وتعرض الوزير الى مظاهر العناية المتزايدة بافراد الجالية التونسية والى جهود المصالح المعنية للارتقاء بالخدمات المسداة اليهم والاحاطة بهم فى بلدان الاقامة. وتعد شبكة الملحقين الاجتماعيين اليوم 51 ملحقا يتركز اغلبهم بالدول الاروربية اضافة الى عدد مهم من المرشدين الاجتماعيين وحوالي 558 جمعية تعنى بشؤون التونسيين بالخارج. وقد تطورت قيمة التحويلات المالية نحو تونس الى 2436 مليون دينار سنة 2008 ، أمّا فيما يتعلق بالادماج المدرسي للمعوقين وتشغيلهم فقد أوضح الوزير ان عدد الاطفال المدمجين بصفة عادية يناهز اليوم 4353 طفلا في مختلف مستويات التعليم الاساسي. كما تم ادماج 1370 طفلا عن طريق اللجان الجهوية بعد تأهيلهم في مراكز النهوض بالمعوقين. وساهم القانون التوجيهي لتشغيل المعوقين لسنة 2005 فى انجاز 326 عملية تشغيل فى الوظيفة العمومية و2383 عملية فى القطاع الخاص و650 عملية فى اطار مشاريع خاصة احدثها معوقون بقيمة مليون و400 الف دينار. وبخصوص الوقاية من من فيروس »أي اتش1 ان1« بالوسط المهني ذكر السيّد على الشاوش ان الوزارة اتخذت بالتعاون مع وزارة الصحة العمومية ومختلف مكونات منظومة طب الشغل وفى اطار البرنامج الوطني لمقاومة هذه الانفلوانزا الوافدة كل الاحتياطات الضرورية سواء على مستوى تكثيف جهود التوعية والتحسيس داخل فضاءات الانتاج أو على مستوى التدخل للقيام بعمليات التلقيح عند الاقتضاء.