تمثل ظاهرة الاحتباس الحراري آلية طبيعية تحتفظ بالحرارة المنبعثة من سطح الأرض. ويبلغ متوسط درجة حرارة الأرض حاليًا حوالي 14 درجة مئوية ( 57درجة فهرنهايت) وفي حال غياب تأثير الاحتباس الحراري هذا، يصبح متوسط درجة الحرارة حوالي 19 درجة مئوية تنتج ظاهرة الاحتباس الحراري بفعل مجموعة من الغازات المختلفة الموجودة في مناخ الأرض. ولتصاعد أبخرة المياه الأثر الأكبر في ظاهرة الاحتباس الحراري، يليها في ذلك انبعاث »غاز ثاني أكسيد الكربون« .وتدور المناقشات حول محتوى غازات الاحتباس الحراري العالقة في الغلاف الجوي وعلى الأخص »ثاني أكسيد الكربون« وعواقبها على المناخ نظرًا لزيادة محتوى هذه الغازات في الجو زيادةً ملحوظة في فترة تمتد تقريبًا على مدى العشرين عاما الأخيرة، وخاصةً الخمسين عاما الأخيرة. يبلغ تركيز »ثاني أكسيد الكربون« في الجو حالياً حوالي 385 جزءا في المليون، في حين كان يبلغ 280 جزءاً في المليون في فترة ما قبل التصنيع. وتشير التحاليل المستخلصة من الهواء الكامن في الثلوج المستخرجة من الغطاء الثلجي في المنطقة المتجمدة الجنوبية إلى وجود نسب من »ثاني أكسيد الكربون« حاليًا بما يفوق أي وقت مضى على مدى 650,000 عاماً الماضية. تتمثل عواقب ذلك في ازدياد تأثير الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى زيادة ارتفاع درجة حرارة الأرض. إلا أن نسبة هذا الارتفاع في درجة الحرارة تظل محل جدال. يعود تاريخ آخر التقارير التقييمية الصادرة عن لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة إلى عام 2007، والذي يشير إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض بنسبة 0.74 درجة في الفترة الممتدة ما بين عاميّ 1906 و 2005 . ويظهر تأثير ارتفاع درجة الحرارة بوضوح على اليابسة بالمقارنة مع البحار، ومن ثم فإنه أعلى ما يكون في الشمال. وفي نفس الوقت، فقد ازدادت أيضًا معدلات حدوث ظواهر موجات الحرارة وانهمار الأمطار الغزيرة، كما ارتفع منسوب المحيطات، وبدأ الثلج الموجود في قطبيّ الكرة الأرضية وعلى جبالها في الذوبان. ومن المتوقع حدوث كل هذه الظواهر كنتيجة لارتفاع درجة حرارة الأرض. يفيد أحدث التقارير التقييمية الصادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ بأن متوسط درجة الحرارة سوف يتابع ارتفاعه، إلا أن مدى هذا الارتفاع ومدته ودرجة خطورته يعتمد على مدى السرعة والفاعلية في الحد من غازات الاحتباس الحراري، ومن ثم تقليلها بمرور الوقت.