سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تظاهرة فكرية أدبية بعنوان »مع الشابي...« وحوار حول رواية »مالم يقله الشاعر« للطفي ̷ ضمن الإحتفاء بمائوية الشابي بدار الثقافة دار شعبان الفهري:
شمس الدين العوني
تحلّت القاعة الكبرى لدار الثقافة بدار شعبان الفهري بعدد من الأعمال الفنية التشكيلة لعدد من الفنانين التونسيين الذين استلهموها من أعمال شعرية هي قصائد لشاعر أغاني الحياة الشابي... كان ذلك يوم الجمعة 9 أكتوبر الجاري في إطار اختتام الإحتفاليات الثقافية بمائوية الشابي حيث كان لهذه المؤسّسة الثقافية عدد من الفعاليات على إمتداد هذا الموسم اتّصلت بتجربة شاعر الحرية... هذا المعرض الفني كان بعنوان »عناق الحرف واللّون« وانتظم ليبرز متانة الصلة الإبداعية بين فن القول وهو الشعر وفنون اللون أي الفن التشكيلي فبرزت قصائد »ارادة الحياة« و»يا شعر« و»نشيد الجبار« وغيرها من إبداعات الشابي الذي كانت هذه السنة (2009) مجالا شاسعا لطرح قضايا شعره وأدبه وأفكاره... الاستاذة ابتسام خليل قدمت مداخلة بعنوان »ما لم يقله الشاعر..« هل هو الجوع الى السّردي والشّعري؟ حيث اختارت رواية الأديب المميّز لطفي الشابي لتنطلق من طرح بعض الاسئلة والقضايا التي أثارها عمله من حيث التخييل مشيرة الى »بول ريكور« الذي احتفى بالابداع السّردي ورأى فيه نصيبا كبيرا من الدّين يتصل برؤية للعالم لا يكفّ الفنان عن الإحساس بوجوب إنصافها.. الشاعر محجوب العياري تحدّث في تدخّله عن أهمية الكتاب بما يطرحه من قضايا وأفكار بصفة عامة. أمّا بخصوص الكتاب موضوع الحوار فقد عارض بعض الآراء التي وردت فيه منها ما يتّصل بموضوع الشعر والشعراء من حيث رداءة بعض اللقاءات الشّعرية وكذلك علاقة الناس بالمواعيد، الى جانب النعوت والصّفات. وهذا يرد حسب محجوب العياري في سياق الجملة الطويلة والمناسبة، وعموما خلص محجوب العياري الى أنّ هذا الكتّاب يعد بكاتب يحرص على الكتابة التي تسعى للجودة والإبداع. التدخّلات تعدّدت من قبل الشبان والتلاميذ الحاضرين وبعض المربّين والاساتذة حيث تمّت الاشارة الى بعض ما جاء في كتاب الأديب لطفي الشايب وخاصة ما يتّصل بشخصية الشاعر الفذّ أبي القاسم الشابي، وفي ردوده تحدث الاستاذ لطفي الشايب أن الكتاب تناعم مع ما جاء في كتابات الشابي وأسلوبه اضافة إلى مسألة التماهي بين الكاتب والراوي ورأى أن محجوب العياري قد خلط بين الراوي والكاتب وهذه مسألة تهمّ المتخيّل وقال إنّ التعميم ليس موقفي بل هو موقف البطل الذي سكنته روح الشاعر فالرّاوي يحاول ان يقيم عالما متخيّلا. وفي الختام رأى أنّ الاختلاف يثري الأدب مشيرا الى أنّ هذا الكتاب هو في النّهاية تكريم لشعراء هذه الأرض. الاستاذ كمال مشماس رئيس اللجنة الثقافية بدار شعبان ومنشّط هذا اللقاء ذهب في تدخّله الى المعجم الذي استعمله الكاتب في هذا العمل وعلاقته بالشابي مبرزا أهمية استعمال الكاتب لاستراتيجيا تبتكر أسلوبها الجديد وهذا ما حصل مع الاستاذ لطفي الشايب في هذا الكتاب المهمّ الذي صار ترجمانا حيّا لبعض همومنا... واستمع الحاضرون إلى وصلات من الموسيقى أداها الفنان نبيل الفخفاخ الذي غنّى أيضا بعض قصائد الشابي. هذا النشاط انتظم بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة وتعاونت فيه دار الثقافة مع اللجنة الثقافية المحلية حيث أشار الاستاذ نبيل الزوالي مدير التظاهرة الى أهمية تجربة الشابي في حياتنا الثقافية والادبية كما شكر الروائي لطفي الشايب على ابداعه ودأبه المتواصل وقد كان هذا اللقاء حول روايته مجالا لتكريم المبدع التونسي ومن ناحية أخرى أشار الى مختلف فقرات برنامج الإحتفالات بالذكرى 22 للتحول حيث يكون الموعد يوم 4 نوفمبر مع معرض جماعي بعنوان: »لمسات عصامية« لعاطف الصّمعي وأسماء الجازي ودلندة بن زايد من جماعة ومريم حدوسة وفي السينما يكون الموعد يوم 5 نوفمبر مع عرض لشريط »ليلة في المتحف 2« للأطفال كما تم تقديم مسرحية »الخياط المتقلّب« ومسرحية »الصديقتان« لمسرح الإبتسامة بنابل ومسرحية »حلم« وذلك يوم 6 نوفمبر وفي مجال الرّسم تنتظم ورشة في رسوم الاطفال بعنوان: »تونس الافراح« وسهرة للرقص العصري يوم 7 نوفمبر وبخصوص الموسيقى يكون يوم 8 نوفمبر مفتوحا على عروض للاطفال من خلال كورال دار شعبان الفهري. هذا وتتواصل الاستعدادات حثيثة للدّورة القادمة من الملتقى الوطني للقصة محمد البشروش، هذا الموعد الادبي الذي نجح في دورات سابقة في جمع عدد من النقاد والساردين في تعميق الحوار حول قضايا السّرد.