أصبح المكارم مهدّدا بالإنحدار بعد تواصل نزيف النتائج السلبيّة وعدم جديّة كلّ الأطراف في إيجاد حلول جذريّة لهذه المعضلة فهذه النّكسات هي وليدة العديد من التّجاوزات الإدارية والخروقات القانونيّة والماليّة، فأصبح التّلاعب بمصير الجمعيّة سمة بارزة للجنة وقتيّة إذ لا همّ لها سوى ركوب الأحداث والإنخراط في العديد من المتاهات وبثّ التّفرقة بين أفراد هذه العائلة. الآن لابدّ أن تستيقظ السّلط المحلية ومندوبيّة الرياضة لتشخيص الدّاء وعلاجه مع ضرورة رحيل من لا أمل في شفائهم وقديما قالوا: »آخر الطبّ الكيّ«. هوّة سحيقة لو أمعنّا النّظر في مجريات الأحداث لوقفنا على اتّساع الهوّة بين الرئيس المستقيل »خالد بن يوسف« ونائبه »محمّد صالح البقلوطي« وعدم مرور التيّار بينهما بالكيفيّة المرجوّة نظرا لتباعد الرّؤى وتنافرها حول كيفيّة التّصرف لإنقاذ الفريق من الغرق، كما أنّ بعض عناصر اللّجنة الوقتيّة استهوتها حالة المدّ والجزر وتمعشّوا منها لأنّ لمّ شمل الفرقاء والمصالحة لا تخدم مصالحهم، فتاهت المكارم في الزّحام. معاناة طبيّة حالة كبيرة من الإحباط يعانيها العديد من اللاّعبين الذين اتّصلوا بنا لتبليغ أصواتهم حول التّهاون في الإعتناء بإصاباتهم ومَلَلِهم من ترديد كلمات: »أرجع غدوة وأشرب الماء بزايد وما ترجع كان ما نقلّك«... فاضطرّوا مكرهين إلى إجراء الفحوصات على نفقتهم، وتكبّد الأولياء مصاريف باهضة للجراحة. هؤلاء اللاّعبون هم: فارس مصدّق وفارس زرامدة وعاطف الزبيدي وعبد الفتّاح بن سالم ومحمّد بن عبد اللّه وحاتم الهمّامي وحمزة العمّاري، اضافة الى التّلاعب بصحّة »زياد الجموعي« في الموسم الفارط. لقد كانت اللّجنة الطبية سابقا تقدّم جليل الخدمات للاّعبين وتقوم بتضحيات كبيرة لتأهيلهم مجانا، والآن أصبح كلّ شيء بمقابل، مع تجاوز كلّ الخطوط الحمراء والتّلهي عن الدّور الأساسي باختيار النزل واشتراء اللوازم الرياضية واختيار المطعم، وابداء الرأي في الإنتدابات. فالمكارم عانت ثلاثين سنة من بعضهم وحلّ بالرّكب من لا صلة له بالرياضة والذي »أقام فيها الآذان«. ضرورة ملحّة مع استنفاذ جميع الحلول وانخرام الوضع، تبقى الخطوة الأولى، ان كانت العزائم صادقة طبعا، إبعاد كلّ من له صلة بأكابر الفريق، في أيّ موقع كان، لأنّ ما يربطهم بالمكارم الاّ »الشهريّة« خصوصا أولئك الذين بارَتْ تجارتهم فانعكفوا بالمقاهي »لبثّ صبيانيّاتهم«. سابقة خطيرة حركة استهجنها كلّ من تابعها وندّد بها كلّ من قرأها، تلك التي أقدم عليها الحارس »أنيس بن مقداد« تجاه زميله »دابو مامادو« خلال المباراة الأخيرة، وولّدت سخطا على هذا التصرّف المشين، الذي زاغ بنا عن قواعد الإحتراف خاصّة وأنّ لهذا الحارس (قرابة 35 سنة) والذي يحصل على أجرة شهريّة قدرها ألف دينار ومنحة انتاج ب 22 ألف دينار، سابقة مماثلة خلال الموسم الفارط مع زميله رضوان التونسي وأحيل بمقتضاها على لجنة التأديب، هذه اللجنة التي لا نخالها قادرة على معاقبته باعتبار الحاصنة التي يلقاها من بعض المحسوبين على الرياضة لقد كان أولى بهذا الحارس أن يراجع مردوده المتدنّي خلال موسمين ويمعن النّظر في الأهداف الذي ولجت شباكه والتي عانت منها المكارم ولازالت، وقد زاد المدرّب »نبيل بلخوجة« الطّين بلّة في إحدى تصريحاته بمناصرة حارسه وإلقاء اللّوم على اللاّعب الغيني عملا بمقولة »خالف تعرف« وإذا عرف السّبب بطُل العجب. إشارات هادفة صدقت توقعاتنا حول بلوغ هذه المرحلة الحالكة في تاريخ المكارم مقابل الصّمت المطبق لأصحاب الأقلام الرّديئة، لنستنير بكلام أبو العلاء المعرّي في رسالة الغفران: »قد وصلت (مقالاتي) التي بحرها بالحكم مسجور (مملوء) ومن قرأها مأجور (له أجر) اذ كانت تأمر بتقبّل الشّرع وتجيب من ترك أصلا إلى فرع«.