التزاما بقرار الإتحاد الدولي للإتصالات بوضع حد لخدمات التلفزة التناظرية في أفق 2015 تتبنى التلفزة التونسية ثقافة جديدة عبر الإستعداد لإعتماد البث الرقمي الأرضي بكامل تراب الجمهورية بتفعيل هذا النظام الرقمي خلال الخمس سنوات القادمة يأتي المشروع في إطار تطوير خدمة البث التلفزي والإذاعي والتوجه نحو الرقمنة واستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة لتسهيل عمليات البث وبلوغ جودة أكبر وللحديث عن فوائد هذا البث وعن أجهزة استقباله التقينا بالسيد عصام العريف مدير إدارة النوعية وتطوير الشبكات بالديوان الوطني للإرسال الإذاعي والتلفزي.
إتمام المشروع قبل 2015 بدأ العمل بتركيز أول وحدة بث رقمية بمحطة بوقرنين للإرسال على أن يتمّ توسيع وتعميم التجربة بما يضمن نسبة تغطية رقمية للبلاد تصل الى ٪90 مع نهاية 2010 وبذلك ستؤمن 17 محطة رئيسية نسبة هذه التغطية بدرجات ضغط مختلفة ثم سيتمّ العمل خلال المرحلة الموالية على تكملة ٪10 الإضافية وهي محطات اعادة بث وتخص المناطق السكانية البعيدة أو التي يصعب إرساء محطة بها أو المناطق السكانية الحديثة مما سيمكّن في المرحلة الثالثة والأخيرة من بلوغ نسبة تغطية ٪100 (خلال 2011) ويتوقع السيد عصام العريف إمكانية اتمام المشروع قبل الأجل المحدد 2015 بسنتين أي في 2013. اقتصاد في الطاقة وجودة عالية أما فيما يخص فوائد النظام الرقمي الأرضي يفيدنا محدثنا في هذا الصدد أن نظام البث الرقمي هو نظام يقدم صورة وصوتا ذواتي جودة عالية وخبرات أكثر على مستوى البرمجة على خلاف نظام البث العادي كما يمكن البث الرقمي الأرضي من بث 12 برنامجا على قناة واحدة وحتى أكثر من ذلك في حين يسمح النظام التناظري القديم ببث قناة واحدة أي برنامج بث على قناة كاملة على غرار إمكانية تقليص وضغط اشارات الصورة والصوت وبسرعة تدفق عالية بالنسبة للبث الرقمي.. اضافة الى ذلك تحقق هذه التقنية الإقتصاد في الطاقة لأن البث التناظري يكلف أكثر من الرقمي لنفس التغطية. كما يقدم البث الرقمي خدمات القيمة المضافة كالدليل الرقمي للبرامج والوسائط المتعددة الى جانب امكانية بث هذه البرامج على الهاتف الجوال خاصة دخول الجيل الثالث من هذه الهواتف خلال السنة المقبلة. شراء جهاز فكّ الشفرة أو إستبدال التلفاز بتساؤل الكثير عن مصير جهاز تلفازه القديم التناظري وكيف سيتمّ التقاط القنوات والبرامج الأرضية التونسية عبره وهل عليه أن يشتري تلفازا رقميا مندمجا ليتمكّن من مشاهدة البرامج الأرضية أم أن هناك حلا أقل تكلفة من ذلك؟ يقول السيد عصام العريف ان البث الرقمي الأرضي يتطلب جهاز استقبال رقمي خاص مما سيضطرّ التونسيين الراغبين في إلتقاط البرامج الأرضية تبعا لذلك إما لشراء جهاز لفكّ الشفرة والتي تتراوح قيمته بين 50 و300 دينار وذلك حسب نجاعة وفاعلية الجهاز أو إستبدال التلفاز القديم التناظري بآخر رقمي مندمج ما يعبر عنه بPlasma الذي يتميّز بنظام استقبال رقمي مندمج لكن سعره قد لا يقدر عليه الكثير من التونسيين ويفوق سعر الجهاز الرقمي Récepteur المخصص للبث الأرضي بكثير وللتوضيح فإن جهاز الإستقبال الرقمي récepteur الموجود حاليا يمكن من إستقبال القنوات الفضائية عبر الأقمار الصناعية وليست الأرضية. وتسعى مختلف الهياكل التونسية المهتمّة بهذا الشأن الى التشجيع على توريد هذه الأجهزة أي أجهزة الإستقبال الرقمية الأرضية وأيضا أجهزة التلفاز الرقمي ضمن الإجراءات المصاحبة للرقمنة وفي إطار تكامل كل الأطراف نحو التحوّل من التناظري الى الرقمي الذي يساهم في التمتّع بتلفزة رقمية عالية الدقة بالضغط على الصورة حسب المعايير الدولية والتوجه أيضا الى ما يعبر عنه بMPEG4 والتي تمكّن من بث أكثر عدد من البرامج وهو ما سيشجع على بعث العديد من القنوات الإذاعية والتلفزية الجديدة على غرار القنوات الحالية وقد تمّ تقديم العديد من المطالب في هذا الصدد والتي قد ترى النور مع إنطلاق البث الرقمي الأرضي.. هناك أيضا مشروع نموذجي بصدد تجربته على الأجهزة المحمولة قبل تحويله الى المرحلة التجارية.