جمهور كثيف من مختلف الجنسيات جمعتهم ساحة حنيش من أجل موعد سنوي مع الصحراء وخصوصيات الحياة البدوية فيها. جاؤوا من مصر و ليبيا والجزائر وفرنسا ومصر والاردن والكويت وايطاليا للتمتع بمشاهد استعراضية طريفة لا يحذقها الا البدوي والمتمثلة أساسا في الصيد بكلاب السلوقي وسباقات التحمل للخيول وعادات القبائل الصحراوية واحتفالات البدو الرحل والاعراس التقليدية وذلك في اطار المهرجان الدولي للصحراء بدوز في دورته الثانية والاربعين الذي أشرف على افتتاحه السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث واختتمه السيد خليل العجيمي وزير السياحة و من ضيوف المهرجان ابراهيم غانم السويدي سفير الأمارات العربية المتحدة لدى بلادنا و الدكتور محمد العزيز أبن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم . من العرض الفرجوي الذي أخرجه منصور الصغير مدير فرقة المسرح بدوز وبمشاركة فرقة دوز للمسرح وجمعية التراث ببازمة ومشاركة فرق الفنون الشعبية والفرسان والمهاري وامتدادا مع السهرات الفنية التي أحياها كل من بلقاسم بوقنة وقاسم كافي في دار الثقافة محمد المرزوقي وسهرة الغناء البدوي، وتواصلا مع الصباحات الشعرية بمشاركة 50شاعرا من الكويت والأردن والأمارات العربية المتحدة كان الحضور الجماهيري كبيرا وصدى المهرجان فاق كل التصورات خاصة بالحضور الفاعل لبعض القنوات الاجنبية من الصين وتيوان وأم بي سي. وخصصت المسابقة الشعرية الدولية حول موضوع «المرأة في الحياة البدوية»، الى جانب معرض للفنون التشكيلية بعنوان »الصحراء إلهام وابداع«. وتتميز هذه الدورة أيضا بتنظيم مسابقات في العزف على الة «القصبة الصحراوية» والماراطون السنوى للابل لمسافة 42 كيلومترا في عمق الصحراء. النخلة والخيمة تضمنت الندوة العلمية الدولية حول «النخلة والخيمة في حوار الحضارات» التي نظمها كرسي بن علي لحوار الحضارات والاديان، عدة مداخلات بين في مفتتحها السيد محمد حسين فنطر رئيس مؤسسة »كرسي بن علي الحوار الحضارات والأديان« »الخيمة بيت وفره الإنسان للإنسان سعيا وراء الراحة والاطمئنان ولعلها بعد المغارة أقدم هيكل تصوره الإنسان البدائي وأنجزه فوق الأرض قبل ظهور عمارة المدروالحجر (...) وقد يطول الحديث عن حضور النخلة في الصناعات التقليدية وإسهامها في تنشيط السياحة البيئية والثقافية وللنخلة كما يقال جواب عن كل سؤال فهي في العمارة وفي صناعة الأثاث المنزلي بل في غالب ما يحتاجه سكان الخيمة نفسها. ولسعف النخلة قصص رائعة مع المروحة والسلة والمظلة وغيرها. ثمّ قبل هذا وذاك، تبقى النخلة غذاء ومتعة وثروة وانتشاء». وتناولت الندوة الماضي والحاضر والمستقبل من خلال حضور الخيمة والنخلة في الفكر والوجدان والأدب والفنّ، والخيمة والنخلة في الأساطير القديمة والنصوص المقدّسة ومصورة الشعوب شرقا وغربا، والخيمة والنخلة للتنشيط السّياحي والخيمة والنخلة للصناعات التقليدية: أصالة وتجديد، والخمية والنخلة في الحياة الاقتصادية والتجارية كسبا للأسواق ورفعا لتحدي المنافسة، والخيمة والنخلة في الأغنية الشعبية.. تكريم المرأة كانت المرأة ولا زالت ذات قدرة على العطاء وامرأة الجنوب لها سيطها لما تقدمه من تضحيات في خضم صراع متواصل مع قسوة الطبيعة فهي تروضها وتذلل كل صعوبة من أجل ابنها وزوجها وأبيها .لهذا تظل المرأة حاضرة وعنصرا فاعلا على جميع المستويات وفي هذا السياق كرم مهرجان الصحراء بدوز في دورته الجديدة المرأة من خلال تخصيص مسابقة الشعر حول موضوع المرأة هو ما أكده مدير المهرجان السيد الطاهر بن عون اذ سجل المهرجان في دورته الجديدة مشاركة متميزة للمرأة من جهة كونها شاعرة وفاعلة في المجتمع واستحضر خلال حديثه الينا صورة المرأة في شعر الميداني بن صالح ومن منا لا يذكر قرط أمي.مضيفا أن المهرجان يكرس لتغذية الجانب الفكري كما وكيفا من خلال تكثيف الندوات الفكرية الحرص على اعطاء أبعاد أخرى للمهرجان فإضافة الى دور المهرجان في تنشيط الحياة السياحية والاقتصادية للجهة فانه يروج لصور أخرى منها صورة المرأة الفاعلة ويعود تأسيس مهرجان «دوز للصحراء» إلى سنة 1910 وهو أقدم مهرجان في تونس وكان يعرف ب»عيد الجمل» وكان انذاك يقتصر على سباق المهاري فيما كانت بدايته عبارة عن احتفالات بسيطة وبداية من سنة 1944اصبح المهرجان بمثابة الإستعراض العسكري تحت إشراف المقيم العام والحاكم العسكري للجنوب ومنذ سنة 1967 أصبح المهرجان ينظّم بشكل رسمي تحت إشراف وزارة الثقافة ووزارة السياحة وإفتتحه في دورته الأولى سنة 1967 الزعيم الرّاحل الحبيب بورقيبة واتخذ منذ سنة1973 طابعا وطنيا. لينتشر سنة 1981 ويشع دوليا وأصبح يعرف باسمه الحالي «مهرجان الصحراء الدولي بدوز