تتميّز جهة الجريد بأنواع مختلفة من التمور مثل دقلة النور وهي الأكثر شهرة والقصبي والعليق والاخوة وغيرها من الأنواع التي تنتجها واحات الجريد حاليا ولكن البعض من هذه الأصناف تراجع إنتاجه بشكل كبير حتى كاد يصبح نادرا مثل «دقلة الباي» أو «المناخر» كما يحلو للبعض تسميتها و«المجهول» وهي أصناف تلقى مثلها مثل دقلة النور طلبا كبيرا المركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية بدقاش مركز يقوم بدراسات حول النخيل وحول جودة التمور وكيفية حمايتها والمحافظة على الخصائص الوراثية لها الى جانب العمل على تثمين مخلّفات الواحة واستغلالها. 10 ملايين عرجون على هامش التظاهرة التي احتضنتها مدينة نفطة مؤخرا بتدشين المسلك السياحي الجديد كان لنا لقاء مع السيد علي زوبة مدير هذا المركز وأفادنا بأن طرق حماية النخيل والصابة من التغيّرات المناخية متعدّدة وتستعمل مواد بلاستيكية وناموسية لتغطية العرجون وحمايته من الأمطار وقدرت نسبة انتاج العرجون بين توزر وقبلي ب3 ملايين عرجون ومن المتوقع أن ترتفع الى 10 ملايين عرجون في السنة المقبلة ومن الأصناف النادرة من التمور يقول محدثنا ان دقلة الباي تعتبر من الأصناف النادرة وهي مطلوبة نظرا لحجمها المميّز وارتفاع الطلب عليها في الأسواق العالمية لذلك يعمل المركز على تطويرها مع عديد الأصناف الأخرى من خلال الزراعة النسيجية. «المناخر» أو «دقلة الباي» ويوجد في المركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية بدقاش مخبر زراعة أنسجة يقوم بدراسات حول جميع الأصناف من التمور بما فيها الأصناف النادرة وهناك برنامج إكثار يعمل على إعادة الأنواع النادرة من التمور والتي قلّ إنتاجها في السنوات الأخيرة في المخبر وتعتبر دقلة الباي مثل «طفل الأنبوب» حيث يعمل المخبر على إعادة انتاجها بعد أن أصبحت نادرة للغاية وتستمدّ هذه الدقلة تسميتها من أسطورة معروفة لدى أهل الجريد وتقول الأسطورة بخصوص هذه الدقلة أن الباي كان يفرض على سكان الجريد أن يعطوه كل صابتهم من هذا الصنف مما دفعهم الى تقليع النخيل المنتجة لها كردّة فعل لذلك أصبحت نادرة. ويعمل المركز على تطوير مختلف أصناف التمور إضافة الى تطوير الأصناف النادرة وخاصة دقلة النور فهي مطلوبة بشكل كبير محليا وعالميا ومن الأصناف النادرة نجد صنفا يسمى «المجهول» تحتكر اسرائيل ترويجه حاليا وهو صنف مغربي الأصل وتوجد أصناف أخرى مثل «البوفقوس» و«الحرّة» وكلها أصناف تجري البحوث بخصوصها في المركز لإعادة إنتاجها من جديد. مرض سعف النخيل من الأمراض التي تهدّد النخلة مرض تكسّر سعف النخل وهو مرض كان ظهوره في الثمانينات سببا وراء تلف عدد هام من الواحات وهجرة الفلاحين لها منها منطقة رأس العين في نفطة التي أعيدت لها الروح تدريجيا والبحوث جارية حاليا بخصوص هذا المرض لتحديد السبب الحقيقي له. الدكتور أحمد النمصي باحث بالمركز الجهوي للفلاحة الواحية بدقاش يقوم ببحوث معمّقة حول هذا المرض وقد قام بتطوير تقنية جزئية لتشخيص مرض تكسّر سعف النخيل حتى قبل ظهور الأعراض الأولى له. وفي لقاء بالدكتور أكد لنا أن المرض يصيب سعف النخلة كأول بؤرة ويصبح عرضة للتكسّر والإصفرار وتقل انتاجية النخيل بعد إصابتها بهذا المرض وقد أصيبت 36 ألف نخلة بمرض تكسّر سعف النخيل وأكدت البحوث الأخيرة أن عامل فقر التربة من المانغانيز يمكن أن يكون له صلة بالمرض اذ أن التحاليل المخبرية لأوراق النخل المصاب كانت كمية المانغيزيوم فيها ناقصة وهو مؤشر يدلّ على وجود مشكل في امتصاص هذه المادة ومشكل الإمتصاص هو الآخر حاليا في طور البحوث الى جانب وجود احتمالات إرتباط بين الماء وهذا المرض ولكن الثابت أنه ليس ناتجا عن فيروس أو حشرة وهو ليس مرضا معديا وهو موجود في الجزائر أيضا المهم أن إمكانية استصلاح الأراضي الموجودة ممكنة وتجديد التربة وتعقيمها يساعد على التخلص من المرض