سوسة النخيل الحمراء او سوسة النخيل الهندية كما تسمى في دول الشرق هي نوع من الحشرات التي تصيب جذع النخلة... وتؤدي خلال عامين فقط الى القضاء عليها نهائيا. ظهرت هذه الحشرة في الشرق الأوسط وتسربت منذ حوالي ثلاث سنوات الى نخل الزينة في كل من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.. كما ظهرت منذ حوالي عام فقط في واحات الجنوب الليبي.. فهل تتسرّب الى الواحات التونسية؟ وما مدى خطورة وصولها الى واحاتنا؟ ثم ما هي الأمراض التي تسجلها حاليا واحات النخيل في بلادنا؟ وكيف تتم مواجهتها؟ الى حد الآن ما تزال واحات الجنوب خالية من الاصابات بحفّار ساق النخل او ما يسمى سوسة النخيل الحمراء حسب قول السيد عثمان خوالدية، الخبير في النخيل ومدير عام المركز الفني للتمور. وأشار محدثنا الى ظهور هذه الحشرة في نخل الزينة بمنطقة الخليج منذ حوالي 10 سنوات قادمة من شرق آسيا. وتسربت الحشرة على حدّ قوله الى واحات مصر ونخل الزينة في أوروبا كما ظهرت في واحات الجنوب الليبي منذ حوالي عام. وذكر الخبير في النخيل ان هذه الحشرة او ما يعرف «بالسوس» تصيب جذع النخلة وتحدث أنفاقا طويلة في جميع الاتجاهات داخل الجذع مما يؤدي الى تدهور انتاج النخلة منذ لحظة اصابتها الى حدّ القضاء عليها بشكل نهائي خلال عامين او ثلاث سنوات. كما عرّفها على أنها من فصيلة «السوس» (ذاك الذي يظهر في البقوليات) لكنها أكبر حجما» على حدّ قوله وأوضح السيد عثمان خوالدية، الخبير في النخيل ان هذه الحشرة تصيب الأوعية التي تنقل الغذاء من الارض الى النخلة مما يؤدي الى وفاة النخلة بعد مدة زمنية معيّنة. وتتم معالجة هذه الحشرة بالمكافحة البيولوجية وذلك باستعمال فطريات ممرضة او باستعمال المصائد الغذائية . وأكد الخبير على ان واحاتنا سليمة وخالية من السوس الى حدّ الآن لكنها لا تخلو من أمراض أخرى تتم السيطرة عليها بيولوجيا.. «لم نسجل والحمد لله ظهور السوسة الحمراء تماما كما لم نسجل ظهور مرض البيوض الكارثي لكن ذلك لا يمنع ظهور بعض الأمراض المعروفة العادية في الواحات وتتم السيطرة عليها باستخدام أدوية بيولوجية». وأكدت مصادر من معهد البحوث حول النخيل بدورها خلو الواحات من مرضي السوس والبيوض.. علما وأن هذا الأخير قضى على 12 مليون نخلة في المغرب و4 ملايين نخلة في الجزائر. وبيّن الخبير عثمان خوالدية مدير عام المركز الفني للتمور ان الحجر الزراعي الذي تعتمده تونس وكذلك منع استيراد النخيل اسهما في حماية الواحات التونسية من تناقل عدوى الإصابة في دول الجوار. وردا على سؤالنا حول نوعية الأمراض التي تنتشر حاليا في واحات الجنوب ودرجة خطورتها ذكر الخبير في النخيل عثمان خوالدية ان دودة التمور هي أبرز الحشرات التي تصيب الواحات حاليا... مبرزا أنها سليلة فراشة صغيرة تضع بيضها على التمرة ثم يفرّخ البيض تلك الدودة الصغيرة او ما يسمى بيرقة الطور الأول التي تدخل وسط التمرة وتتغذى وتكمل دورة حياتها وسطها. وتم عام 1996، اكتشاف حشرة نافعة تقضي على البيض الذي تضعه الفراشة على التمرة وبالتالي تمنع ظهور الدودة.. وقد تمت هذا العام مداواة 1500 هكتار بهذه الحشرة. كما تعمد الجهات المختصة في حماية الواحات الى تغليف العرجون بالناموسية لحمايته من الدود مما أدى الى تسجيل صفر إصابة هذا العام حسب قول الخبير. وتعاني الواحات في الجنوب ايضا من تكسّر سعف النخيل ومن مرض القمة النامي (فطريات).. إلا أن السيد عثمان خوالدية خفّف من حدة هذه الأمراض مشيرا الى ان تكسّر السعف مردّه حشرة قشرية بيضاء ليس لها خطورة إلا على النخل الصغير.