كان النهوض بالتشغيل وإدماج الشباب في الحياة المهنية محور اهتمام الرئيس زين العابدين بن علي لدى اجتماعه يوم الإربعاء بالسيد محمد الغنوشي الوزير الأول وتولى رئيس الدولة في هذا السياق التوقيع على أمر يتعلق بضبط برامج الصندوق الوطني للتشغيل وشروط وصيغ الإنتفاع بها والذى يتضمن جملة من الإجراءات تهدف الى فتح آفاق أوسع أمام حاملي شهادات التعليم العالي من طالبي الشغل لأول مرة للإندماج في الحياة النشيطة ومواكبة مجهودات الدولة في مجال دفع الإستثمار الخاص في الجهات الداخلية وفي القطاعات ذات المحتوى المعرفي الرفيع. وأوصى سيادة الرئيس بإحكام تجسيم هذه الإجراءات ومزيد تصويب تدخل الصندوق الوطني للتشغيل وإعطاء الأولوية في الانتفاع ببرامجه إلى أبناء العائلات المعوزة وطالبي الشغل من حاملي الشهادات العليا الذين طالت فترة بطالتهم. وشدد في السياق ذاته على مضاعفة الجهد لتطوير السياسة النشيطة للتشغيل وفقا للتوجهات المرسومة ضمن البرنامج الرئاسي «معا لرفع التحديات» وخاصة منها وضع مصنف محين للمهن والمهارات التي تتوفر لها آفاق واعدة في مجال العمل المستقل وتطوير مهام المرافقة عند إحداث مواطن الرزق وإحداث «صك الخدمات» بما يؤمن مساعدة الراغبين في ممارسة أعمال مستقلة على تمويل مشاريعهم وإكتساب المؤهلات الضرورية لذلك إلى جانب إرساء صيغة الباعث الذاتي التي تتميز بإجراءات مبسطة ونظام جبائي محفز لإحداث المشاريع الفردية. وأكد سيادة الرئيس على ضرورة المتابعة الدقيقة والدورية لوضع سوق الشغل وتدعيم الآليات ذات الصلة وفقا للمنهجية المعتمدة دوليا في هذا المجال. واطلع رئيس الدولة كذلك على مؤشرات انتداب حاملي الشهادات العليا في القطاع الخاص موصيا بالسهر على تفعيل مختلف الحوافز والاليات التي تم اقرارها للترفيع في نسبة التأطير صلب المؤسسات والارتقاء بها الى مستوى البلدان المتقدمة. كما أسدى تعليماته بتكثيف حملات التحسيس لحث المؤسسات على مزيد انتداب حاملي الشهادات العليا بما يؤمن دعم مسايرتها للتحولات التكنولوجية وتحسين الإنتاجية وتعزيز القدرة التنافسية. ومن جهة أخرى عرض الوزير الأول على رئيس الجمهورية جدول أعمال مجلس الوزراء الذى ينعقد خلال الأسبوع الجارى. وقد وجه الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة إحياء الذكرى الرابعة والستين لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل الى السيد عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد رسالة أعرب فيها سيادة الرئيس لأعضاء المكتب التنفيذى ومنخرطي الاتحاد عن خالص التهاني وأطيب التمنيات. وحيا بهذه المناسبة الاتحاد وأعرب عن خالص التقدير الى كل الشغالين التونسيين رجالا ونساء مشيدا بإسهامهم المتميز في دفع مسيرة التنمية بما يدعم مناعة الاقتصاد. لما تتميز به هذه المنظمة من حس وطني عميق ولتعلقها الى جانب الأطراف المهنية الأخرى بقيم الحوار والوفاق أثره الكبير في إنجاح الدورة الأخيرة من المفاوضات الجماعية بما عزز المكاسب وأثرى تقاليد الحوار والتفاهم الراسخة في بالبلاد. مؤكدا على ان مواصلة العمل والكد والرفع من نسق الإنتاج والحفاظ على مناخ الثقة والتفاهم القائم في بلادنا ستظل خير ضمان لرفع التحديات والارتقاء بالمكاسب من أجل خدمة تونس ومناعتها.