ما انفك قطاع الصحة ببلادنا يشهد تطورا كبيرا من حيث الإمكانيات المادية والبشرية اذ تضاعفت مجمل النفقات الصحية اكثر من 6 مرات خلال العشرين سنة الماضية وتضاعفت النفقات الصحية للفرد الواحد اكثر من 5 مرات وتعد ولاية بن عروس نموذج حي يعكس حقيقة هذا التطور والنجاحات الهامة المتحققة في القطاع الصحي التي تستوجب التوقف عندها والتطرق الى ابرز الانجازات الصحية المنجزة بهذه الولاية. بخصوص هذا الموضوع كان اللقاء مع السيد محمد توفيق الراشدي المدير الجهوي للصحة بولاية بن عروس, الذي أكد بان اهتمام البلاد التونسية بصحة المواطن ما هو الا تجسيم لما ورد بالنقطة الخامسة من البرنامج الانتخابي الرئاسي التي أقرت «أن الصحة حق أساسي ومقوم فاعل لجودة الحياة». مضيفا أن ما تحقق لولاية بن عروس على مستوى مؤشرات التغطية الصحية المتمثلة أساسا في ٪99 فيما يتعلق بالتغطية للتلاقيح عند الاطفال و٪90 بالنسبة للولادات المراقبة صحيا و٪98 للتغطية بعيادات الطب المدرسي لدليل على هذه النجاحات التي كانت نتاج ثمرة البرامج الصحية الوطنية الوقائية الصائبة وتجسيمها الناجع على ارض الميدان وخاصة منها الخطوط الأمامية المتمثلة في أهمية المراكز الصحية الأساسية التي تغطي كافة الجهة والمتمثلة في 46 مركزا منها مراكز وسيطة بكل من حمام الأنف وفوشانة ومرناق التي تحتوي على وحدات للأشعة ووحدات مخبرية اضافة الى بعض الاختصاصات الأخرى من بينها طب الأطفال, طب النساء والتوليد وغيرها, وحسب احصائيات سنة 2009 فقد سجلت هذه المراكز قرابة 401.329 الف عيادة طبية. المستشفى الجهوي ببن عروس ويعد المستشفى الجهوي ببن عروس «الياسمينات» الذي فتح أبوابه في أوت 2001 بتكلفة جملية ناهزت 9.5 مليون دينار بناء وتجهيزا من بين ابرز الانجازات التي ساهمت في تعزيز المنظومة الصحية ببلادنا اذ ساعد على تقريب الخدمات للمواطن بولاية بن عروس من جهة وتقليص الضغط على بقية المستشفيات من جهة اخرى. وحسب المخطط العاشر فانه من المبرمج توسيع هذا المستشفى بتكلفة قدرها 4 مليون دينار التي ستشمل توسيع العيادات الخارجية وقسم التوليد والأشعة والمخبر مع بناء أقسام استشفائية للإيواء من أبرزها قسم الطب الباطني وقسم أمراض الأطفال ووحدة للعناية المركزة. كما صرّح السيد محمد توفيق الراشدي باحتوائه على عدة أقسام استشفائية جامعية, قسم التوليد, قسم الأشعة, قسم الاستعجالي الى جانب أقسام أخرى كالعيادات الخارجية قسم المخبر قسم الصيدلة. ولعل إدراج الإحصائيات التالية تبرز مدى تطور الخدمات في هذه المؤسسة اذ تضاعف عدد الوافدين بقسم الاستعجالي ليبلغ 61.488 ألف وافدا سنة 2009 مقابل 32.54 سنة 2002. و132.538 ألف حالة وافدة على العيادات الخارجية مقابل 39.488 ألف سنة 2002 أما بالنسبة للولادات فقد سجلت هي الأخرى تطورا على مستوى عدد الوافدين لتبلغ 2966 حالة ولادة سنة 2009 مقابل 2676 حالة سنة 2002. مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس بين قسم جراحة العظام والكلوميات وقسم انعاش مصابي الحروق وبين غرف العمليات وقسم التصوير بالأشعة هذا هو مركز الإصابات والحروق البيلغة الجنين الذي ازدانت به ولاية بن عروس وانطلقت أشغاله في جوان 2008, بتكلفة جملية ناهزت 35.8 مليون دينار بناء وتجهيزا امتدت مساحته على 6 هكتارات وذو 7 طوابق, خصص ليكون قبلة للمرضى المتعرضين لحوادث الطرقات والحروق حتى يريحهم من عناء التنقل بين عدة هياكل استشفائية خاصة وانه يحتوي على عدة أقسام من بينها قسم جراحة الرأب والترميم والتجميل, قسم الطب الاستعجالي قسم الجراحة قسم جراحة الأعصاب وأخر للتخدير والإنعاش. بالإضافة لذلك فان هذا المركز يوفر اغلب الاختصاصات الجراحية والفرق الطبية المتكاملة بدءا بإنقاذ المريض من مرحلة الخطر مرورا بمعالجة إصابته وصولا إلى إجراء عمليات الترميم والتجميل المكلفة أحيانا أخرى إذا ما قام بها المريض على نفقته الخاصة. ولعل ابرز ما يميز مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس الذي يحتوي على 168سرير و10 قاعات عمليات مثلما صرح محدثنا السيد توفيق الراشدي المدير الجهوي للصحة بولاية بن عروس, هو تطور التجهيزات الموجودة به التي ستعزز قريبا بتركيز وحدة للفحص بالرنين المغناطيسي. أما بخصوص عدد المرضى الذين وقع إيواؤهم بهذا المركز فقد افاد محدثنا بان 5.92 الف هو عدد المرضى الذين استقبلتهم العناية الخاصة بمتضرري حوادث المرور لسنة 2009 من بينهم 2664 بقسم جراحة العضام 1823 حالات استعجاليه للكلوميات 360 حالة إنعاش للمصابين بالحروق 214 حالة جراحة الرأب. والحقيقة فإن «المستشفى الجهوي الياسمينات» ومركز الإصابات والحروق البليغة بن عروس»يعتبران من بين أهم الانجازات الصحية في ولاية بن عروس غير انه ولمزيد تطوير الخدمات الصحية بالجهة فإن تطلعات المواطنين تهدف الى تركيز آلة مفراز بالمستشفى الجهوي ببن عروس وآلة لتصوير الثدي وذلك ضمانا لمزيد تجسيم البرامج الرئاسية والصحية الداعية الى ضرورة التقصي المبكر للامراض السرطانية مع توفير الظروف الصحية الملائمة ضمانا لحق الشخص في حماية صحته