تعمل استراتيجية بلادنا على ترسيخ ثقافة التحكّم في الطاقة وترشيد الإستهلاك والتوجّه أكثر نحو الطاقات البديلة والمتجدّدة الى جانب السعي نحو توظيف التقنيات والتكنولوجيات الجديدة المقتصدة ولمزيد تفعيل وتدعيم هذا التوجّه عملت كثير من الهياكل العموميّة والخاصة على إدماج الطاقات البديلة والمتجددة في أنظمتها. كفاءات متميّزة وفي هذا السياق تعدّدت المبادرات من قبل المستثمرين التونسيين في مجال التحكّم والإقتصاد في الطاقة وترشيد الإستهلاك ومن هذا المنطلق يمكن الحديث عن كفاءات وقدرات تونسية متميّزة في هذا الميدان قد تساهم في تطوير هذا القطاع على شاكلة السيد لطفي العيّاري ممثل مستثمر تونسي مقيم بإسبانيا لأكثر من عشرين سنة واكتسب خبرة فائقة في ميدان الطاقات الجديدة وخاصة منها الفوانيس عالية النجاعة الطاقية LED : Light Emitting Diode ذات مكوّن إلكتروني لا يستهلك كميّات كبيرة من الطاقة وبإمكانها أن تدوم عشرين سنة دون أن تتعرّض قوّة النور أو الإضاءة الى أي تغيير حسب ما أفادنا به مصدر مطّلع بالوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة. تجربة نموذجية ونظرا لنجاعة هذه الفوانيس التي أكدتها التجارب في البلدان الأوروبية وحرصا على مواكبة التطوّرات في مجال التحكم في الطاقة قام السيد لطفي العيّاري بإبرام اتفاقية مع الشركة الإسبانية التي يعمل بها والمختصّة في تصنيع وتركيب هذا النوع من الفوانيس للقيام بتجربة نموذجية بإحدى الحافلات التابعة لشركة نقل تونس التي قامت بعد دراسة المقترح بتجهيز حافلة بهذه النوعية من الفوانيس على مدى ستّة أشهر مع مراقبة كميّة استهلاك الطاقة بالليل وهو ما أثبت نجاعتها وأكد الفرق الشاسع بين الفوانيس العادية وفوانيس LCD. نجاعة مؤكّدة وفي نفس السياق أكدت التجارب أن هذا الصنف يدوم ما بين 70 و100 ألف ساعة أي ما يعادل 12 ساعة في اليوم وهو ما يعني أن المدّة الإجمالية لإشتغالها تصل الى نحو 20 سنة في حين يتمّ تغييرالفوانيس العادية عدة مرات في السنة من قبل شركة نقل تونس بفعل التحطيم والتكسير والإحتراق وقد أثبتت هذه التجربة أن الحافلة تستهلك معدّل 435 واط من الطاقة الكهربائية بواسطة الفوانيس العادية في حين لا يتعدى معدّل الإستهلاك 97 واط عند استعمال فوانيس LCD وهو ما يؤكد نجاعة هذه الفوانيس وإقتصادها في كميات الكهرباء بالشكل الذي يمكن أن يوفّر جزءا من الإستثمارات المخصصة للفوانيس