كنا تطرقنا في عدد سابق الى خصائص نظام الكتروني للتحكم في التنوير العمومي أعدته فتاة من ولاية باجة في اطار المناظرة الوطنية عشر للاختراع والتجديد التي تشرف عليها سنويا الجمعية التونسية للمخترعين بالتعاون مع عديد الهياكل والمؤسسات الوطنية والعالمية. واثراء لمعلومات القراء في مجال ترشيد استهلاك الطاقة كان لنا لقاء مع مختص في الميدان تعرض فيه الى أهم النظم والتقنيات الجديدة الموجهة خصيصا للاقتصاد في الطاقة وتقليص كميات استهلاك الكهرباء. تعديل وتحكم ورغم وجود عدة أساليب لتحسين مردودية شبكة التنوير العمومي وخفض الاستهلاك الكهربائي بنسب معقولة ومشجعة، تعتبر معدلات ضغط التيار الكهربائي (Régulateur - Variateur) من أنجع الطرق المطبقة في عديد الدول الاوروبية مثل اسبانيا (منذ 1992) وفرنسا وايطاليا، ويقول السيد رضا مأمون (مهندس مختص في الطاقة) في معرض شرحه لأهمية ونجاعة النظام المذكور: »قمنا بتجربة هذه المعدلات لمدة ثلاث سنوات وقد بدأنا بتركيبها في بعض البلديات (أريانة، صفاقس)، وذلك بعد موافقة الوكالة الوطنية للطاقات المتجددة وشركة الكهرباء والغاز والهياكل المختصة. ونظرا للنتائج المشجعة تقرر تعميم النظام على كل البلديات في اطار برنامج وطني يمتد من 2003 الى . وأضاف محدثنا ان البلدية أو المؤسسة التي تقوم بتطبيق هذا النظام تتمكن في ظرف يتراوح بين 6 أشهر وعامين من استرجاع المصاريف ثم تبدأ في جني الفوائد المادية والاقتصادية للنظام. ومن الناحية التقنية يمكن تركيب معدلات الضغط الكهربائي على أنظمة الضغط المتوسط والمنخفض. أما عملية التشغيل فتتم بكل الطرق المتوفرة وكذلك بواسطة أساليب التحكم عن بعد. ويقع وضع الالة الخاصة بتعديل النظام الكهربائي بين العداد والمصابيح حيث يصبح الضغط مستقرا وتزول المشاكل الناجمة عن الاضطراب المتواصل في معدلات الضغط والتي تودي الى اختراق الفوانيس بسرعة وترفع في الاستهلاك الاجمالي من الطاقة الكهربائية. تقنية عالية وتكمن اهمية النظام في قدرته على التحكم في الضغط بمجرد تشغيل الكهرباء في الأماكن العامة مثلا، ففي اللحظة التي يتلقى فيها الجهاز القوة الكهربائية تبدأ دورة العمل اليومية من خلال تشغيل نظام التعديل والتحكم الذي ينطلق ضعيفا (210 فولت) ثم يزيد تدريجا ليصل الى مستوى 230 فولت. وتساهم هذه العملية المبسطة في ازالة حوالي 40 من الشحنات الزائدة لتشغيل المصابيح. ومن أهم فوائد النظام اطالة عمر المصابيح وتثبيت الضغط الكهربائي وتوفير اكثر من 40 من الطاقة. وإلى جانب النظام المذكور ابتكر الخبراء مجموعة من الأنظمة الهادفة الى الاقتصاد في استهلاك الطاقة وحتى المحافظة على البيئة. ومن ابرز هذه الانظمة لواقط الاضاءة والحركة التي تسهم بصفة فعالة في خفض الاستهلاك بنسب معقولة. فمثلا عندما تقل الحركة في المكان تكون الاضاءة خافتة ثم تقوى بمجرد اشتداد حركة المرور. أما لواقط التوقيت فتتحكم في الاضاءة حسب الاوقات سواء في النهار أو الليل. كما أن تركيب معدلات الضغط يجعل الفوانيس المقتصدة في الطاقة ذات جدوى. فالمشكلة الاساسية التي تعاني منها هذه الفوانيس مهما ارتفع ثمنها هي اضطراب الضغط الكهربائي. وإذا ما كان الضغط مستقرا فإن الاستفادة تصبح مؤكدة حيث يتقلص استهلاك الكهرباء ويرتفع العمر الافتراضي لهذه الفوانيس. وأكّد المهندس رضا مأمون ان فوانيس الصوديوم (ضوء أصفر) تعد الافضل على الاطلاق بالنسبة للتنوير العمومي. أما على المستوى الشخصي فيفضل استخدام ما يسمى ب: Tubes néant. ويعمل الخبراء حاليا على تحسين مردودية الفوانيس المتوفرة في الاسواق من أجل اطالة عمرها الافتراضي. وتساهم الفوانيس المقتصدة للطاقة في تقليص الاستهلاك بنسبة 20 تضاف الى نسبة 40 التي تحققها معدلات الضغط الكهربائي. كما توجد فوانيس تحافظ على البيئة والمحيط حيث لا يتجمع حولها الناموس مثل الفوانيس العادية، وتعتبر هذه الفوانيس من آخر ما تم ابتكاره في عالم الاضاءة والطاقة.