إن توجه بلادنا للإقتصاد في الطاقة دفع كثير من الاطراف المسؤولة في مختلف المجالات الى تبني هذه الاستراتيجية على غرار وزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية التي عملت على إعتماد المواصفات الحديثة والتقنيات الجديدة في إنجاز الطرقات بالجودة المطلوبة وبأقل التكاليف لكسب رهان التنمية ولدعم منظومة الاقتصاد في الطاقة تعتمد الطرقات في إنشائها على الخرسانة «البتونية» التي تعتمد على المحروقات ولأن الاقتصاد في الطاقة شمل أيضا هذا المجال فقد وقع دراسة بعض المشاريع لإستبدال هذه النوعية من المحروقات بمواد أخرى أكثر فاعلية وأقل تكاليف على شاكلة جير تالة الذي يمكن إستغلاله لتثبيت الطرقات حسب ما أفادنا به مصدر مسؤول بوزارة التجهيز والاسكان والتهيئة الترابية خاصة وأن الكثافة المرورية تضاعفت الى قرابة 18 مرة من 385 عربة في اليوم سنة 1967 الى 6420 عربة في اليوم سنة 2007 كما أن عدد العربات قد إرتفع من 100 ألف عربة الى مليون و 300 ألف عربة خلال نفس الفترة. الاسفلت الصافي ونظرا لتطور عدد العربات ولإرتفاع الكثافة المرورية تسعى وزارة التجهيز والاسكان الى إعتماد طرق حديثة لضمان نوعية أفضل وديمومة الخرسانة الاسفلتية حيث أن خصائص المواد المكونة للطرقات تؤثر على صلابة وديمومة وجودة الطريق وفي هذا السياق أفادنا مصدر مسؤول بوزارة التجهيز والاسكان أنه تم إنجاز عدة دراسات بهذا الخصوص وقد تناول المكتب العربي التونسي الليبي الاستشاري (BEATL) نشأة وتطور الشبكة الوطنية للطرقات السيارة من حيث تغيير مكونات المواد المستعملة من حيث الكمية والنوعية وذلك بإستعمال مادة الجير (جير تالة) لتثبيت التربة على مستوى الطرقات وقد تم إعتماد هذه الطريقة على مستوى الطريق السيارة تونس - بنزرت وأكدت التجربة نجاعتها ومن المزمع تعميم هذه الآلية على الطرقات المبرمج إنشاؤها مع إستعمال إضافات الى الخرسانة الاسفلتية وفي هذا الاطار تناول المكتب العربي التونسي الاستشاري آلية تعديل الاسفلت بواسطة إضافة البوليمر (مادة بلاستيكية) على مستوى مركزية الخرسانة الاسفلتية خلال مشاريع إنجاز وتدعيم الشبكة الوطنية للطرقات لأن الدراسات أثبتت أن تعديل خاصيات الاسفلت بواسطة المواد البلاستيكية «البوليمر» ضروري وناجع بصفة أكيدة لأن مادة الإسفلت الصافي حسب مركز التجارب وتقنيات البناء تتأثر بصفة كبيرة بدرجة الحرارة وبسرعة التحميل الشيء الذي من شأنه أن يحد من ملاءمتها للإستعمال في الظروف الصعبة (حجم الحمولة التغيرات المناخية) وهو ما شجع على إقامة وحدة بمنطقة رادس البترولية لإنتاج الإسفلت المعدل بالبوليمرات. الحد من التلوث ودائما من منطلق محاولة الحد من تأثير الحمولة وخاصة منها المتعلقة بالعربات الثقيلة بإعتبارها من أبرز العناصر المتسببة في تقليص العمر الافتراضي للطريق الى جانب العامل المناخي قامت المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس بعدة تجارب للحصول على مواد مقاومة للتخدد بإضافة مادة «البوليايتيلين»polyethylene الى الخرسانة الاسفلتيةgrave bitume بإعتبار أن مادة البولياتيلين يمكن الحصول عليها بواسطة رسكلة الفضلات البلاستيكية الشيء الذي من شأنه أن يساعد على الحد من التلوث وحماية البيئة ويساهم بشكل آخر في الحصول على طرقات ذات نجاعة مرورية وذات عمر إفتراضي أفضل وفي نفس السياق قامت المدرسة بثلاث تجارب على خرسانة الرمل المدمك منها تركيبتين متعلقة برمل الحصى المكسر والثالثة متعلقة بخليط من رمل الحصى المكسر ورمل كثبان الصحراء وقد أثبتت النتائج نظريا أن تكلفة هذه التقنية تقل ب 10 ٪ عن التقنية التقليدية