دأب معهد الصحافة وعلوم الإخبار على تنظيم ملتقى دولي سنوي يتناول فيه بالنقاش قضايا الإعلام وكان شعار هذه الدورة «أخلاقيات المهنة في عالم عربي متحول».
وقد أشرف السيد الازهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا على افتتاح هذه الدورة التي استضافت عديد الشخصيات العالمية المهتمة بالاعلام من تونس، فرنسا، انقلترا، المغرب، لبنان، الجزائر، السعودية. وفي سؤال توجهت به «الإعلان» إلى بعض ضيوف الدورة عن كيفية التزام الصحفي بأخلاقيات مهنته أجابنا السيد محمد حمدان مدير معهد الصحافة وعلوم الاخبار ان من المبادئ الاساسية التي لابد للصحفي من ان يلتزم بها هي القيم الأخلاقية والنظام العام اي انه توجد خطوط حمراء لا يمكن للصحفي ان يتجاوزها بتعلة حرية التعبير. لكن اليوم أصبح الإلتزام نسبي فالاعلامي لم يعد يميز بين المهنة والأخلاق. فالضوابط المهنية مع تحول المشهد الاعلامي لم يعد لها وجود فبإسم الاعلام أصبحت هناك تصفية حسابات حالت دون تحقيق مشهد اعلامي قادر على المنافسة. وحول الصورة التلفزية والخروقات التي تحصل يقول محدثنا انه في حرب غزة، اسرائيل خسرت الحرب إعلاميا فالصور التي عرضت شوشت الرأي العام ودفعته الى الانقلاب على الاسرائيليين. اما عن دور الجمهور في جعل الاعلامي ملتزما بالمبادئ الاساسية لحقوق الفرد والجماعة يقول جمال الدين ناجي استاذ بالمعهد العالي لعلوم الاعلام بالرباط ومدير كرسي اليونيسكو للاعلام ان الجمهور كمتلقي بإمكانه الدفاع عن نفسه عن طريق آليات الحوار والتواصل التي خلقتها التكنولوجيا فهذا الكم الهائل من المؤسسات الاعلامية والمواقع الاعلامية وآلاف المعلومات التي تدفع الى المتلقي يجعل من اليقضة ضرورية لتقع عملية الفرز حتى لا يقع المتلقي ضحية السبق الصحفي ويضيف قائلا ان الاعلام العربي في حلم ولخبطة فظل بعيدا عن نسق الاعلام العالمي ما انفك يرد الفعل بصفة انفعالية عن كل نقد فلم يفهم الى اليوم ان النقد من الأسس الداعمة للإعلام ودونه يستحيل التقدم فرجل الإعلام يجب ان يكون منشط الديمقراطية وهي نقطة يلتقي فيها مع الأستاذة اللبنابية نهواند القادري التي ترى ان الإعلامي هو المسؤول على تدهور الاعلام العربي الى هذا المستوى ليصبح اداة لأعداءه يستخدمها ليثير الجمهور ضده فاليوم اصبح من الضروري ان يهيء الاعلامي دوره في القيام بواجبه والكف عن المطالبة بحقوق لم يفهمها بعد.