تمثل هذه الفترة وتحديدا مع خروج فصل الربيع ودخول فصل الصيف (21 ماي الى بداية شهر جوان) فترة تكثر فيها تقلبات المزاج والتشنّجات والإنفعالات وتعود تقلبات المزاج وتعكّره الى عدّة معطيات ومظاهر وأسباب نتعرّف عليها مع الدكتور مصدق جبنون أخصائي في علم النفس في الفقرات التالية. الطفل والمراهق أكثر عرضة لتقلبات المزاج يمرّ عدد كبير من الأشخاص بتقلبات المزاج على مدى 24 ساعة إلا أن هناك فترات عمرية تشهد تغيّرات وتقلبات مزاجية أكثر من فترات أخرى فيعتبر الطفل أكثر عرضة لهذه التقلبات من الكهل وتتميز أيضا فترة المراهقة بهشاشة المزاج الى جانب مرحلة الشيخوخة حيث يصبح الشخص وحيدا ويبتعد عن العمل ويقلّ نشاطه فتكثر الأمراض ويصبح أكثر توتّرا. ارتفاع درجات الحرارة التغيّرات المناخية والمرور من فصل الى آخر لها دور في تعكّر ميزاج الأشخاص حيث تمثل فترة آخر الربيع ودخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وعدم القدرة على الخروج من المنزل دافعا للإحساس بالقلق والإكتئاب مما يؤدي الى التوتر والإنفعال والغضب السريع لأتفه الأسباب، أيضا فترة خروج فصل الصيف تتسبّب في تأزّم للبعض لخروج هذا الفصل الذي يعتبر فصل الراحة والإستجمام وبداية فصل الخريف الذي يتّسم بتقلبات مناخية. تقلبات شهرية يمكن الحديث أيضا عن تقلبات مزاجية شهرية خاصة عند المرأة وهي مرتبطة بتغيّرات هرمونية تؤثر على سلوكها وردّة فعلها وتعاملها مع الأشخاص خاصة في المحيط العائلي. تقلبات يومية أما العنصر الرابع من الأسباب فيكمن في التقلبات اليومية للمزاج وهي تتعلق بالأشخاص الذين يتميّزون بالقلق في الغالب آخر اليوم حيث يحسّ الشخص بإنقباض فيصبح متوتّرا مع الغروب ويحسّ بضيق في التنفس وقد تصيبه هذه الحالة ببعض النوبات المرضية. والمزاج عادة يتغيّر بنتيجة تقلبات نفسية لها صلة بالعلاقات النفسية والبيولوجية وحالات القلق والضغط النفسي ومشاغل الحياة والمسؤوليات مما تزيد في حالات التوتّر وبالتالي في تعكّر المزاج. هناك أشخاص يتميّزون بمزاج سيء في الصباح ومنذ الصغر وهم عادة الأشخاص الذين يحبّذون السهر فينامون آخرالليل وينهضون متأخرين وهو نتاج تعوّدهم عن هذا الأسلوب عكس الأشخاص الذين يحبّذون النوم باكرا وبالتالي ينهضون باكرا اذ يمكن القول انها مرتبطة ببرمجيات بيولوجية وسلوكات عائلية. حب العمل أو العكس وفيما يخص علاقة تقلبات المزاج بالعمل فهي مرتبطة بمدى حبّ الشخص لعمله وتعوّده عليه وفي سنّ التقاعد نجد الأشخاص الأكثر إرتباطا بعملهم هم أكثر عرضة لتعكّر المزاج خاصة اذا لم يحالفهم الحظّ في بعث مشروعهم الخاص وفشلهم في أي عمل تمّت البرمجة له عند بلوغهم سنّ التقاعد لذلك عندما يجد نفسه في المنزل دون نشاط يذكر يحسّ بالتوتّر والأنفعال. اضطرابات نفسية وأمراض تنعكس هذه الإنفعالات والتقلّبات المزاجية سلبا على صحّة الفرد وتسبب في أحيان كثيرة أمراضا نذكر منها أمراض الهضم، اضطرابات نشاط القلب والشرايين وعديد من الإضطرابات النفسية وبالتالي تكثر الخلافات الزوجية والعائلية.. وأمراض أخرى كالسّمنة والسكري لأنها مرتبطة بسوء نظام فترات النوم والعمل والأكل فيؤثر التصرّف غير المتوازن على الصحة اذ أن الهضم الطبيعي مرتبط بدورات هرمونية طبيعية مرتبطة هي بدورها بنسق اليقظة والنشاط. تفادي الروتين وملء أوقات الفراغ ولتفادي هذه التقلّبات المزاجية وانعكاساتها السلبية على الحالة النفسية والصحية على الفرد وجب السعي الى إستغلال أوقات الفراغ للترفيه عن النفس والخروج من الروتين والإبتعاد ولو لفترة قصيرة عن ضغط العمل بممارسة الرياضة.