التوقيت الصيفي أو نظام الحصّة الواحدة المعمول به في شهري جويلية وأوت عمّق أزمة اختناق حركة المرور عوض تخفيفها وساهم في تكثيف الإزدحام المروري في أوقات الذّروة رغم عودة الطلبة الى مسقط رأسهم وخروج كثير من الموظّفين في عطلتهم الصيفية حول هذا التناقض وحول سبب اختناق العاصمة وتونس الكبرى عامة صيفا حاولنا الإستفسار عن سبب هذه الظاهرة وكيفية تخفيف الضغط عن شوارع العاصمة فأجابنا مصدر من وزارة التجهيز أن سبب هذا الإكتظاظ المبالغ فيه أحيانا في شوارعنا هو بالأساس يعود الى عقلية التونسي الذي لا يتنازل في أي حال من الأحوال عن استعمال سيّارته مقابل استغلال وسائل النقل العمومية الشيء الذي أدى الى ارتفاع عدد السيارات في شوارعنا خاصة في قلب العاصمة وهو ما زاد الأمر سوءا اذ يقدّر عدد السيارات المتدفّقة الى العاصمة يوميا بنصف مليون سيارة وهو عدد مرتفع جدا في فصل الصيف ومتسبّب في تعطيل حركة المرور وبالتالي في تعطيل مصالح المواطن خاصة وأن وقت العمل في هذه الفترة من السنة محدود وقصير وصباحي فقط ممّا يضطرّ الجميع الى التهافت على مصالحهم في فترة زمنية واحدة.
شلل كلّي لحركة المرور وبعد أن أكّد لنا مصدرنا أن السبب الجوهري لإختناق العاصمة بالإزدحام المروري هو عقلية التونسي أضاف أن السبب الثاني هو احتواء تونس العاصمة على ٪60 من الإدارات المركزية والوزارات وآلاف المؤسسات الأخرى والتي يضمّ جميعها آلاف الموظفين المضطرين يوميا الى دخول وسط العاصمة لمباشرة أعمالهم الشيء الذي من شأنه أن يعمق الأزمة المرورية ويرفع من الإكتظاظ كما يشير نفس المصدر أن من الأسباب المساهمة في هذا الإختناق عدم إحترام المواطن التونسي لقوانين ركن السيارات وتعمّده في كثير من الأحيان ترك سيارته في الصفّ الثاني دون أدنى وعي منه بخلفيّات ومسبّبات صنيعه وهمّه الوحيد قضاء حاجتة غير مبال بتعطيل مصالح الغير وبسبب هذه التصرفات غير المسؤولة نجد في كل شارع وفي كل نهج الشرطة البلدية تقوم بوظيفتها وهو ما يزيد الطين بلّة ويساهم في تكثيف حركة المرور وتعطيلها لذا ما على التونسي إلا الإستفاقة من حالة اللاوعي واللامسؤولية ومراقبة تصرفاته ومراعاة المجتمع المدني الذي يعيش فيه ويخرج من حالة اللامبالاة بالغير وتجاوز أنانيته المفرطة حتى نتغلّب على نقائصنا ونقضي على حالة الشّلل الكلي لحركة المرور في أوقات الذروة ظاهرة المنبّهات هذا الإختناق الكبير في شوارع العاصمة والإزدحام المكثّف للسيارات وإكتظاظ المترجلين على الأرصفة وفي قلب الطريق دعّمه أصوات المنبّهات وضجيج السيارات وصراخ المارّة وحرارة الطقس وعصبية السواق.. كل هذه العوامل وسط وقوف السيارات وتعطّل حركة المرور والحرارة الخانقة زاد في حدّة التوتّر لدى المواطنين وعمّق الأزمة المرورية رغم خروج الكثير من الموظفين لقضاء عطلتهم السنوية وهروبهم الى أماكن هادئة خارج العاصمة للتصييف وعودة الطلبة الى مواطنهم إلا أن عدد السيارات في تزايد مستمرّ وذلك بسبب عودة مواطنينا بالخارج وتدفّق كثير من الأجانب الى بلادنا واستغلالهم لسياراتهم أو سيارات أجرة لعدم معرفتهم لشبكة الطرقات مما ساهم في اختناق العاصمة صيفا