قاربت نسبة التزود بالماء الصالح للشراب بالوسط الحضري ٪100 وبالمناطق الريفية ٪90 ولحماية الموارد المائية والطبيعية بالبلاد هناك أجهزة للإقتصاد في الماء تخفض كميات الماء المستهلكة بنسب متفاوتة تصل الى ٪50 يتمّ تركيب أجهزة الإقتصاد في الماء على جميع نقاط الإستهلاك والحنفيات، الخلاطات، المرشات وخزانات دفاقات المياه وتعمل هذه الأجهزة على تخفيض كميات الماء المستهلكة وذلك عن طريق خلط الهواء بالماء وهو ما يؤدي الى تقليص كميات المياه المستعملة دون التأثير على الإستعمال بطريقة تجعل الماء ينزل بشكل متناسق ويمكن لأي شخص القيام بعملية قيس بسيطة سيلاحظ الفرق بإستعمال الكأس. ويقول السيد عبد الله بن سليمان مدير ترابي للإقتصاد في الماء أن هذه الأجهزة تنقسم الى أجهزة ترشيد إستهلاك المياه الخاصة بالحنفيات والخلاطات وأجهزة ترشيد استهلاك المياه الخاصة بالمرشّات وثلاثة أجهزة ترشيد إستهلاك المياه توضع داخل خزان مياه الدفاقات وهي أجهزة يمكن إستعمالها بطريقة بسيطة. تختلف أيضا الأجهزة المخصصة للحنفيات وتنقسم الى عدّة أنواع منها ذوات السنّ الداخلي والخارجي أو التي يقفل بمفتاح خاص أو مع وصلة متحركة لكافة الإتجاهات وتصل نسبة تخفيض كمية المياه المتدفقة عند استعمال هذه الأجهزة الى ٪40 حسب المواصفات التقنية للمصنع. أما أجهزة ترشيد استهلاك المياه الخاصة بالمرشّات فتصل نسبة الإنخفاض فيها الى ٪50 وتصل أيضا نسبة تخفيض كميات المياه المستهلكة عند كل استعمال بالنسبة لأجهزة خزان دفاقات المياه الى ٪50. أجهزة غير مكلفة يختلف جهاز الإقتصاد في الماء عن جهاز المصفاة العادية لذلك ينصح السيد عبد الله بن سليمان بالتثبت من هذه الأجهزة لأنها تتشابه مع المصفاة العادية وتحتاج هذه الأجهزة أيضا الى صيانة دورية تتمثل في تفكيكها وتنظيفها بإزالة التكلس والترسبات المتواجدة فوق الأغشية ثم إعادة تركيبها لضمان آداء وظيفة هذه الأجهزة وللحفاظ أيضا على الحنفية لأن عددا كبيرا من الأشخاص يعتقدون أنها تقوم بتعطيل عملية نزول الماء في حين أنها تحتاج الى عملية تنظيف بسيطة. ويضيف أنها غير مكلفة ويمكن استرداد ثمنها خلال فترة قصيرة بعد تركيبها وذلك بتخفيض كمية الماء المستهلكة وحتما بقيمة فاتورة الماء وتتراوح أسعار أجهزة ترشيد إستهلاك الماء بالنسبة للحنفيات بين 4 دنانير وسبعة دنانير وتصل الى 12 دينار وكذلك حسب النوع. أما أسعار الأجهزة الخاصة بالمرشات تتراوح بين 17 دينار و25 دنانير وبالنسبة لخزانات دفاقات المياه بين 10 دينار و12 دينار وأغلب هذه الأجهزة مستوردة من بلدان أوروبية. أما أسعار الحنفيات المتقصدة فهي تختلف عن الأجهزة حيث يصل سعر الواحدة الى 450 دينار وهي حنفية تعمل بالأشعة أما الحنفية التي تعمل بالضغط فسعرها بين 55 دينار و75 دينار.. إقبال ضعيف يشهد هذا القطاع بعض الإشكاليات خاصة على مستوى الإقبال حيث لا تلقى هذه الأجهزة الإقبال عليها بالصفة المطلوبة رغم النتائج الإيجابية التي سجلت بعد عملية التقييم لهذه الأجهزة من طرف الشركة الوطنية لإستغلال وتوزيع المياه بتركيب 1306 جهاز موزعا على مؤسسات تعليمية إدارية ومستشفيات ومساجد ومحلات تجارية وتراوحت نسب التخفيض بين ٪2 و٪23 حسب الإستعمالات إلا أن بعض المشتركين وخاصة المتواجدين في المناطق المنخفضة تعرضوا الى صعوبات تتمثل في انسداد الأجهزة المقتصدة للماء نظرا لتراكم الرواسب فوق الأغشية المكونة لها ويعود ذلك لعدم صيانتها.وعلى سبيل المثال نذكر مشتركا يستهلك 10 متر مكعب في الثلاثية قام بتركيز 14 جهاز مقتصد للماء بكلفة تبلغ 112 دينار بمعدل 8 دنانير للجهاز الواحد سجل ربحا في قيمة فاتورة الماء بما قدره 23 دينار في الثلاثية وبذلك يمكنه استرجاع كامل المصاريف خلال خمس ثلاثيات. ويقول السيد عبد الله أيضا ان من بين أهم الإشكاليات هي عدم وعي المواطن بأهمية هذه الأجهزة للحفاظ على الموارد المائية أما بالنسبة للمؤسسات خاصة العمومية فيتم حاليّا تركيب هذه الأجهزة بصفة آلية في كل منشأة جديدة إضافة الى مشكلة المستثمرين في هذا القطاع الذين يتشجعون في بداية الأمر لكن عدم الإقبال الجيد على الأجهزة وصعوبات البيع تجعلهم يتراجعون. يبقى ترسيخ ثقافة اقتصاد الماء هي الأهم عبر ترشيد استهلاكه من الفرد البسيط في الأسرة وصولا الى كل الفضاءات الأخرى