تفيد احصائيات استهلاك الماء الصالح للشراب ان منطقة تونس الكبرى باعتبارها أكثر مستهلك ومشترك بشبكة «الصوناد» يرتفع استهلاكها خلال فصل الصيف بنسبة 50 مقارنة بالشتاء. ويعود ارتفاع استهلاك الماء الصالح للشراب إلى ارتفاع درجات الحرارة وما يتطلبه من استحمام متواتر وتنظيف أكثر سواء للملابس أو المنزل وجملة الاستعمالات الأخرى الفلاحية والصناعية والتجارية والخدماتية. وإذا حاولنا مقارنة القطاعات المستغلة لشبكة الماء الصالح للشراب نلاحظ أن الاستعمال المنزلي أرفع بكثير من بقية الاقطاعات حيث بلغت مثلا نسبة الاستهلاك المنزلي بكل من تونس العاصمة والمرسى وباردو وتونس الجنوبية 6430م3 في حين بلغت في القطاع السياحي 341م3 ونلاحظ أنه رغم عديد البرامج التحسيسية التي قامت بها «الصوناد» يظل الاستهلاك المنزلي مرتفعا إلى حدّ كبير وفي حاجة إلى ترشيد أكثر حتى نحافظ على مخزون المياه. ومن جهة أخرى تحرص الشركة الوطنية لتوزيع المياه على مزيد ربط المواطنين بالشبكة حيث بلغت نسبة التزود 100 بالوسط البلدي و83 بالوسط غير البلدي وبلغت نسبة التحكم في كميات ضياع المياه لتصل مردودية الشبكة إلى 86 وللوصول إلى هذه النتائج اتخذت الشركة عديد الاجراءات لاسيما منها ارساء نظام الكشوفات لكبار المستهلكين. وقد تم إلى حدّ الآن تكوين 120 مهندسا في مجال الكشوفات المائية إضافة إلى مراقبة استهلاك الماء لدى كبار المستهلكين من خلال مراقبة المنسوب الأدنى الليلي عند كبار المستهلكين وإشعارهم كلما لوحظ استهلاك غير عادي والقيام بكشوفات مائية بالمؤسسات والادارات العمومية وذلك حسب الاتفاقيات الإطارية المبرمة بين وزارة الفلاحة والبيئة والموارد المائية ووزارة المالية من جهة ومختلف الوزارات من جهة أخرى إضافة إلى ارساء 8 مواصفات جديدة تخص الحنفيات والخلاطات وأنابيب النحاس وذلك بالاشتراك مع المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية. ومن بين الاجراءات الأخرى أيضا نجد آلية الفوترة التصاعدية التي ساهمت في ترشيد الاستهلاك المنزلي والسياحي والصناعي كما نجد الآليات الفنية للحد من التسربات المائية في شبكات توزيع المياه وكذلك الضياع الناتج عن تجهيزات العدّ غير الدقيقة.