مع تفكّك أواصر العائلة الموسعة وتشتّت الناس بحثا عن العمل في أماكن بعيدة أصبحت وسائل الإعلام تتولى مهمّة المحافظة على التواصل وبالتالي أصبحت بمثابة «الحي الإفتراضي» للتعارف والتواصل حتى أضحت شبكة الأنترنات وسيلة للتعارف قصد الزواج وأخذت مكانة الخاطبة كما أصبح الزواج أيضا عبر الهاتف أو عبر القنوات التلفزية التي ظهرت مؤخرا وأصبحت تهتمّ بطلبات الراغبين في الزواج وفي هذا الشأن خرجت «الإعلان» للشارع التونسي وسألت بعض الشباب عن مدى نجاح الزواج عبر الدردشة الإلكترونية وهل أصبحت البديل للزواج التقليدي؟ وفي ظلّ التطوّر التكنولوجي وتواجد مواقع إلكترونية متخصصة في التعارف واللقاء أصبح الإنسان يعيش مفارقة حيث أصبحت للدردشة الإلكترونية مكانة هامة في التقارب بين الناس حتى أصبح لا مكان للحب الصادق وحلّ مكانه النفاق والخداع والكذب. علاقات فاشلة «الزواج مسألة عمر كامل» هكذا بدأ الشاب أحمد كلامه (طالب ويبلغ من العمر 23 سنة) ويضيف قائلا «ان الزواج عبر وسائل الإعلام غير مجد لأن المصلحة قد تطغى بين الجنسين مؤكدا على انه في غياب المشاعر والأحاسيس ستنتهي العلاقة بالفشل ولابدّ للزواج والتعارف أن يكونا عن قرب حتى تتمّ الزيجة بنجاح». ويتحدث عن نفسه اذا فكر في الزواج فستكون زوجته قد تعرف عليها عن قرب وليس عبر الدردشة الإلكترونية. ومن جهتها صرحت الآنسة خولة بن طالب التي وجدناها في مركز للأنترنات وهي بصدد الدردشة على إحدى المواقع الإلكترونية بأنها تقوم بمثل هذه العمليات قصد التعارف فقط وليس من أجل البحث عن فارس أحلامها وأن الذين تتحدث معهم هم أناس تعرفهم من قبل سواء كانوا من بقية أفراد عائلتها أو تعرفت عليهم من خلال مرحلة الدراسة مضيفة انها اذا أرادت الزواج فإن زوج المستقبل يجب أن تكون على معرفة به من قبل وتكون هذه المعرفة عن قرب وليس عبر المواقع الإلكترونية فهي لا تريد الخداع والغشّ بإعتبار أن شبكة الأنترنات تزيف الحقيقة. وقد تشاطرها نفس الرأي الطالبة شروق والتي وجدناها أيضا في مركز للأنترنات منهمكة في الدردشة الإلكترونية عبر موقع «الفايس بوك» حيث تقول انها تعتمد الفايس بوك من أجل التحادث مع زملائها وان العلاقات عبر المواقع الإلكترونية ليست ناجحة لأن هناك بعض التخوّفات من هذه الوسيلة لأنها تخفي الحقيقة فعلى سبيل المثال يمكن أن يبدأ الخداع من الصورة التي يضعها الطرف الآخر على موقعه ثم تأتي مرحلة التخاطب وبالطبع فإنه سيبدأ بالكلام الطيب والجميل وهكذا يمكن أن يخفي حقيقة طبيعته وحقيقة وجهه ويتوهم الطرف المقابل بأنه وسيم وجميل وأخلاقه عالية. ويقول السيد عدلان «ان الزواج عبر الدردشة الإلكترونية لا يخطر له في ذهنه بإعتبار ان الفتاة التي تعرفت عليه عبر شبكة الأنترنات تعرفت على الكثير مثلي وانها أقامت علاقات كثيرة وأنا عندما أريد الزواج فسوف أتزوج من فتاة أعرفها عن قرب وأعرف كل أخبارها وكل ماضيها وان الزواج التقليدي هو الأنجح» الدردشة الإلكترونية لغايات أخرى يقول الطالب محمود الذي يبلغ من العمر 24 سنة انه لم ولن يفكّر في الزواج بمثل هذه الطريقة وان التواصل مع فتاة دون أن يراها أو لا يعرف شيئا عن ماضيها بالنسبة له مسألة مخالفة للمنطق.. وأضاف «ان الحب الحقيقي لا يكون إلا عبر التواصل المباشر وحتى يكون الزواج ناجحا لابدّ أن تكون علاقة جيدة بدون زيف أو خداع وفي صورة اذا تعرف على فتاة عبر شبكة الأنترنات وقرر الزواج بها فستكون في حالة واحدة ان تكون أجنبية وحتى يتمكن من السفر الى ذلك البلد». ومن جهة أخرى يقول السيد محمد (متزوج) انه يؤمن بمسألة المكتوب سواء كان عن طريق الخطبة التقليدية أو عبر المواقع الإلكترونية الا أنه يحبّذ الزواج التقليدي بإعتباره الأنسب ولا بديل له.. وعن تجربته حدثنا قائلا بأنه عندما قرر الزواج تزوج بإبنة حيّه التي يعرفها ويعرف عائلتها عن قرب.. ويضيف قائلا «ان الشباب عندما يستعملون الأنترنات ويدخلون المواقع المخصصة للتعارف للتعرف على العديد من الفتيات وذلك لغايات عديدة وليس للزواج ومن هذه الغايات نجد غاية السفر الى خارج حدود الوطن أو الى ملء الفراغ الذي يعيشونه أو لإقامة علاقات جنسية