نظّمت اليوم الأربعاء المكتبة الوطنيّة أمسية ثقافية لإحياء الذكرى الاولى لرحيل المناضل الإعلامي والكاتب الصحفي الهاشمي الطرودي... نظّمت، اليوم الاربعاء 30 نوفمبر 2016، المكتبة الوطنيّة أمسية ثقافية لإحياء الذكرى الاولى لرحيل المناضل الإعلامي والكاتب الصحفي الهاشمي الطرودي بالاشتراك مع الاتحاد العام التونسي للشغل وجريدة المغرب. وقد تم الإعلان في هذه الامسية عن إصدارين للهاشمي الطرودي ، الأول بعنوان "المشهد السياسي بتونس (1960-2015) في البحث عن كتلة تاريخية" جديدة والثاني بعنوان "الإسلام السياسي في تونس: هل من خصوصية؟". والكتاب الاول هو عبارة عن قراءة الهاشمي الطرودي لتونس المعاصرة وعرض ما عاينه من تحولات سياسية كبرى طيلة خمسين سنة وتبعات هذه التحولات اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وفي الكتاب الثاني تم تجميع مقالات الطرودي ولقاءاته التي كرّسها لتفسير تمظهرات الإسلام السياسي في تونس خاصة في ثمانينات القرن الماضي، وفق ما صرح به مدير دار محمد علي للنشر نوري عبيد. وفي ذات السياق قال عبيد في تصريح لحقائق اون لاين، إنّ الهاشمي الطرودي لم ينقطع عن الكتابة حتى في أيامه الأخيرة، مضيفا " عائلة الطرودي جمعت كل ما كتبه وقدمته لي وقد غابت بعض المقالات على غرار المقالات التي كتبها في جريدة الموقف". ولفت إلى انّ المؤرخ محمد العفاس اشتغل على كل ما كتبه الطرودي فكان كتابي "الاسلام السياسي في تونس" و"المشهد السياسي في تونس" ترجمة لفكر الطرودي الصحفي الكامل والمتكامل، على حد تعبير عبيد. وبين محدّثنا ان عائدات الكتابين ستؤول لإنجاز مشروع ثقافي في مدينة نفطة التي ينحدر منها الطرودي ، مشددا على ضرورة تدريس مقالات الطرودي في الجامعات التونسية وخاصة معهد الصحافة وعلوم الإخبار. وتولى الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري خلال هذه الامسية تكريم الهاشمي الطرودي عبر تكريم زوجته وابنه وأخيه بمنح العائلة درع الاتحاد. وقال الطاهري في تصريح لحقائق اون لاين ان "الطرودي من أهم أصدقاء الاتحاد العام التونسي للشغل وساهم في بناء رؤية لفكرة أرساها منذ تأسيس الاتحاد وهي التمازج بين البعد الاجتماعي والوطني في النضال النقابي"، مشيرا إلى أن الطرودي كان يؤكد دائما على وجوب أن يلعب الاتحاد دوره الوطني ويخرج من بوتقة المطلبية. وأضاف "كان يوجه الاتحاد في عديد المسارات الكبرى وكان يؤكد وجوب ان نعنى بالثقافة في التكوين النقابي وان نحتفي بالمفكرين والمثقفين لأنهم كانوا دائما جزءا من تركيبة الاتحاد على غرار محمود المسعدي ونحن نتابع انتاجاته ونعتمدها في توجهنا" معتبرا أن الطرودي سيظل حيا بما خلّفه من آثار فكرية وأدبية ومقالات. ودعا إلى الإطّلاع على فكر الطرودي المنسجم في أفكاره وتوجهاته الاجتماعية واليسارية ، وفق تعبيره. وقد ألقى رئيس تحرير جريدة المغرب زياد كريشان والصحفية بنفس الجريدة زمردة الدلهومي كلمتين، أشادا فيها بخصال الهاشمي الطرودي الإنسانية والصحفية. وقد اجمع كل الحاضرين في الامسية من مثقفين وروائيين ونقابيين على تميز فكر الطرودي الصحفي. يذكر أنه قد تم الاتفاق مع الهاشمي الطرودي قبل وفاته على تجميع مقالاته وكتاباته طيلة حوالي 40 سنة، وقد شرع الطرودي في انجاز هذا العمل إلا ان الموت لم يمهله لينهيه فما كان من أصدقاء الطرودي إلا ان يواصلوا ما بدأه بالتعاون مع عائلته والاتحاد العام التونسي للشغل وجريدة المغرب ومؤسسة فريديريك أوبرت ودار محمد علي للنشر.