جازى الله التاريخ كل خير لأنه طال الزمان أم قصر فإنه لا يغفل عن أي شيء و يعطي كل ذي حق حقه. نقول هذا حينما تعمد المعدّون للاحتفاء بصدور كتابي الأستاذ و شيخ الصحافيين المرحوم الهاشمي الطرودي تحت عنواني " الهاشمي الطرودي، قراءةI، المشهد السياسي بتونس (1960-2015) في البحث عن كتلة تاريخية جديدة" و " الهاشمي الطرودي، قراءة II، الإسلام السياسي في تونس هل من خصوصية!؟ " تغيبنا عن هذه المناسبة في حين هرولوا لاستدعاء كل من هب و دب. نقول لهؤلاء أن التاريخ سيشهد جليا بأن علاقتنا بالأستاذ الطرودي ليست مناسبتية أو مقتصرة على المصادح و الكميراوات بل هي ضاربة في القدم . لقد عرفت الرجل و تشرفت بذلك منذ كنت أراسل جريدة الصباح في صفحة الرأي الحر الذي كان يشرف عليها المرحوم محمد قلبي و كذلك من خلال جريدة الرأي في ثمانينات القرن الماضي وعبر مجلة حقائق في التسعينات و جريدة المغرب. و أذكر جيدا أني هاتفت شيخنا الطرودي سائلا عن مصير مقال كتبته تحت عنوان " غلق كلية الآداب بمنوبة شيء إدّ "فأجابني : " يا سي مصدق لقد صدر المقال ، ألم تقرأ الجريدة اليوم؟ " ثم أضاف : " و قد تلقيت هواتف عديدة تسألني عن مفردة إدّ ". كما أذكر أيضا أنني باسمي و بإسم زملائي في المعهد كتبت مقالا إثر وفاته للتعبير عن إعجابنا بكتابات المرحوم الطرودي و ثنائنا على النص الذي كتبه حول مدينة القيروان و تاريخها المجيد . و في الختام نقول بأنه و من خلال موقع الصحافيين التونسيين بصفاقس خصصنا ركنا تحت عنوان قرأت لكم لنمد قرائنا الأعزاء بمقتطفات من الكتابين الأخيرين للأستاذ الهاشمي الطرودي إيمانا منا بضرورة إيصال الجهد الذي بذله هذا الرجل في مجال المقال السياسي حيث كان خير شاهد على أحداث عاشتها بلادنا في العهد البورقيبي و النوفمبري و بعد انتفاضة 17 ديسمبر 2010 -14 جانفي 2011 .