تحيي تونس يوم غد الثلاثاء 7 مارس 2017، الذكرى الأولى لملحمة بن قردان، التي استشهد فيها 19 شخصا بين أمنيين وعسكريين وأعوان ديوانة ومدنيين، والقضاء على 52 ارهابيا، والقبض على 9 آخرين، بعد أن حاولت مجموعة من الإرهابيين السيطرة على المنطقة وإعلانها ''إمارة داعشية''. وقد عاشت المدينة، على وقع هذه الملحمة التي سجّلت صمودا وبسالة في الدفاع عن الوطن، لكن بعد عام من هذه المرحلة لم يلمس أهالي بن قردان أي تغيير حقيقي يضاهي حجم التضحيات الكبيرة التي خلدتها الملحمة. في هذا السياق اعتبر رئيس المرصد التونسي لحقوق الانسان مصطفى عبد الكبير، أن السلط الجهوية ببن قردان فشلت فشلا ذريعا في تنظيم برنامج إحياء الذكرى الأولى لملحمة بن قردان. وقال عبد الكبير في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الاثنين 6 مارس 2017، إن هناك امتعاضا كبيرا من تعطل المشاريع التنموية بالجهة على غرار المركب الرياضي والثقافي الذي تم تدشينه من وزير التربية لكن إلى اليوم لم يتم الانطلاق فيه، اضافة المنطقة الصناعية واللوجستية المعطلة إلى الآن، محذّرا من تعطل هذه المشاريع ومن "اللعب بالنار" في منطقة حدودية مثل بن قردان. وبين مصطفى عبد الكبير أن هذه الزيارة هي لمسؤول أوّل في الدولة وسيقع اعلامه بتعطل هذه المشاريع وتحسيسه بضرورة التسريع في انجازها، مستدركا بالقول إن رئيس الحكومة ليس لديه ما يزوره في المنطقة على اعتبار أن جميع المشاريع معطلة، على حدّ تعبيره. وعرّج على النصب التذكاري لشهداء ملحمة بن قردان، قائلا:" حتى النصب التذكاري الذي يخلد ذكرى شهداء بن قردان فشلوا في انجازه"، محمّلا المسؤولية لوالي الجهة الذي لم يحرص على انجازه والانتهاء منه في الآجال المحددة. من جهته، استبعد رئيس مكتب اتحاد المعطلين عن العمل، رضوان العزلوك، أن تكون زيارة الوفد الحكومي برئاسة يوسف الشاهد إلى بن قردان، نافعة، معتبرا أنها ذرّ رماد على العيون وأنها زيارة حضور لا غير ولا تعدو أن تكون بروباغندا اعلامية. وقال، في تصريح لحقائق أون لاين، إن هناك غيابا تامّا لبنية تحتية مهيئة بالجهة فلا وجود لضغط عالي أو مياه صالحة للشرب وإن القرارات التنموية على بقيت على الورق فحسب، مبينا أن شباب الجهة ليس لهم أي موارد رزق، في إشارة إلى الغياب الكلي للمرافق والمصانع. وأشار الى النصب التذكاري لشهداء ملحمة بن قردان، الذي عجزت الحكومة عن انجازه والانتهاء منه في الآجال، مضيفا أنه تمت برمجته في آخر شهر جانفي 2017 وتم الانطلاق في انجازه أوّل شهر فيفري، وأنه من المستحيل الانتهاء منه في الآجال. وتابع أنه تم انجاز 20 بالمائة منه فقط، مشددا على ضرورة الاتفات إلى الجهة والعناية أكثر بشبابها، وأن ال370 ألف دينار المخصصّة للنصب التذكاري والذي لم ينجز في الآجال، كان الأولى أن تذهب إلى مشاريع تنموية حقيقية تستفيد منه الجهة، وفق قوله.