من المنتظر أن تعلن ادارة معرض تونس الدولي للكتاب... من المنتظر أن تعلن ادارة معرض تونس الدولي للكتاب في دورته ال 33 يوم 24 مارس الجاري الذي يتزامن مع حفل الافتتاح عن قائمة الفائزين في جوائز الابداع في مختلف الأنماط الفكرية والأدبية والبحثية في العلوم الانسانيّة. وقد سادت حالة من الترقب في الأوساط الجامعية والثقافية في الايام الاخيرة لاسيما أنّ جوائز هذا العام كان لها حظوة هامة من قبل ادارة التظاهرة التي من الواضح أنّها تراهن بشكل كبير على اعادة الاهتمام بالكتاب التونسي خاصة من أجل جعله قضيّة وطنيّة وفق ما صرّح به مدير المعرض الدكتور شكري مبخوت مؤخرا لحقائق أون لاين. بيد أنّه من بين جميع الجوائز يبدو أنّ جائزة الطاهر الحداد للدراسات والبحوث الانسانية والادبية قد كانت الاكثر جلبا للاهتمام نظرا للوزن الاكاديمي والثقافي في الساحة التونسية وحتى العربية للثلاثي المرشح في القائمة القصيرة وهم رجل القانون المعروف الاستاذ عياض بن عاشور العميد السابق لكلية العلوم القانونية والسياسية بتونس صاحب مؤلف "تونس: ثورة في بلاد الاسلام"(بالفرنسية) الصادر عن دار سيراس للنشر ، والمؤرخ الجامعي والروائي فتحي ليسير أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الاداب والعلوم الانسانية بصفاقس عن كتابه المثير للجدل "دولة الهواة: سنتان من حكم الترويكا في تونس"(بالعربية)، والكاتب بكّار غريب عميد كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والتصرف بجندوبة من خلال كتابه "التفكير في الانتقال رفقة غرامشي" (بالفرنسية) المنشور عن دار الديوان. المنافسة على هذه الجائزة، بحسب مصادر مقربة من قبل لجنة التحكيم، ستكون شبه منحصرة بين عياض بن عاشور و فتحي ليسير لاعتبارات موضوعية عديدة. هذا دون التقليل من قيمة كتاب العميد بكّار غريب عن رفيقه الفيلسوف أنطونيو غرامشي. ذات المصادر تحدثت عن كون الاستاذ عياض بن عاشور، رئيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي في سنة 2011، يتمتع بحظوظ أوفر للفوز بالجائزة لحسابات قد تكون لها علاقة بالجوانب السياسية رغم أنّ كتابه الاخير صعب التصنيف من حيث الهوية البحثية اذ هو أقرب إلى الشهادة على العصر من قبل فاعل تاريخي وازن، كانت ممزوجة بأسلوب تحليلي و مقاربة فكرية متينة، منه إلى الدراسة العلمية المبنية على مقاربة منهجية وضوابط أكاديمية صرفة. في المقابل كتاب الدكتور فتحي ليسير الذي يندرج ضمن تاريخ الزمن الراهن، وهو أولى المحاولات الأكاديمية للتأريخ لتجربة حكومة أحزاب الترويكا في تونس بعد انتخابات أكتوبر 2011، قد يدفع ضريبة مثل هذه الحسابات الضيّقة في ظلّ وضع سياسي من الممكن أن تكون له تأثيرات على نتيجة لجنة التحكيم في مثل هذه التظاهرات الابداعية. فهل تلعب المحاباة السياسية مثلما يتوقع البعض من المراقبين دورها في هويّة الفائز بجائزة الطاهر الحدّاد للدراسات الانسانية في هذه الدورة من معرض تونس الدولي للكتاب؟