أعلن فتحي غريب، رئيس الغرفة الوطنية للمذابح ومحوّلي اللحوم البيضاء، في تصريح لإذاعة "موزاييك"، عن انطلاق مشروع وطني جديد لإنتاج الأمّهات في الدواجن بهدف تقليص الاستيراد وضمان استقرار سوق اللحوم البيضاء في تونس. وأشار غريب إلى أن تونس تستورد سنويًا أكثر من مليون و25 ألف أمّ من الدواجن من أوروبا والولايات المتحدة، بتكلفة مالية كبيرة تصل إلى مئات الملايين وحتى المليارات. وأوضح أن المشروع الجديد يهدف إلى إنتاج 25 إلى 26 ألف أمّ سنويًا داخل تونس، مع إمكانية التوسع لاحقًا لتغطية كامل الطلب المحلي وحتى التصدير إلى إفريقيا وأوروبا. وأضاف غريب أن هذه الأمّهات ستُربى محليًا لمدة 6 إلى 7 أشهر قبل أن تبدأ في إنتاج البيض، الذي يُستخدم في تربية فراخ اللحم، ليصبح بعد 40 يومًا دجاجًا صالحًا للاستهلاك. وأكد أن المشروع سيضمن جودة عالية وتقنيات حديثة ومراقبة صحية صارمة، بما يحافظ على صحة الطيور ويقلل من مخاطر الأمراض مثل الإنفلونزا الطيرية التي شهدتها أوروبا مؤخرًا. وأوضح رئيس الغرفة أن المشروع يتطلب مساحة تصل إلى 2 إلى 3 آلاف هكتار ويشمل كل مراحل الإنتاج من المزارع إلى المفرخات، مع مشاركة الدولة بنسبة كبيرة في الأرض والبنية التحتية، إلى جانب مساهمة القطاع الخاص من خلال الشركات والمشارخ المحلية. وأشار غريب إلى أن هذا المشروع سيقلص الاعتماد على الاستيراد بشكل كبير، ويتيح لتونس تحقيق أرباح مالية كبيرة، مع ضمان توفر اللحوم البيضاء بأسعار مستقرة للمواطنين. ومن المتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع في عام 2026، بعد الانتهاء من الدراسات الأولية وتجهيز البنية التحتية اللازمة.