على إثر الزيارة التي أداها رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أعلنت مصادر رسمية من الوفد المرافق له أن عدم لقائه بالملك المغربي محمد السادس بمدينة الدار البيضاء يعود لاعتبارات وأسباب دبلوماسية وسياسية تتعلق بالشأن المغاربي وتتمثل أساسا في رفض الشاهد الإمضاء على اتفاق بين تونس والمغرب ينص على "اعتراف الدولة التونسية بالسيادة المغربية على الصحراء الكبرى" التي ما تزال محل نزاع بين المغرب والجزائر. وأقام الملك محمد السادس مأدبة إفطار على شرف رئيس الحكومة يوسف الشاهد ترأسها رئيس الحكومة سعد الدين العثماني كما حضرها رئيسا مجلسي النواب والمستشارين الحبيب المالكي وحكيم بن شماش ومستشارا الملك عمر عزيمان وعبد اللطيف المنوني وسفير تونس بالمملكة وسفيرة المغرب بتونس مقابل غياب الملك المغربي عن مأدبة الإفطار. وفي ظل غياب إعلان رسمي من الحكومة أو من الخارجية التونسية عن سبب رفض الملك المغربي الجلوس مع الشاهد، تباينت آراء المراقبين والدبلوماسيين السابقين حول هذا الموقف بين مؤيد له كموقف دبلوماسي محايد يمثل دبلوماسية تونس، ومكذب لما تم إعلانه من طرف المصادر الرسمية في الحكومة معتبرا ذلك مجرد أسطورة افتعلها الوفد التونسي المرافق للشاهد . في هذا الشأن، قال الدبلوماسي السابق أحمد ونيس لحقائق أون لاين إن رئيس الحكومة يوسف الشاهد برفضه الامضاء على الاتفاق اتبع المنهجية الدولية التي تملي عليه الحفاظ على حياد الموقف التونسي من الأزمة الجزائرية المغربية. كما اعتبر أن المنهجية التي اتبعها الشاهد منهجية ضرورية ولا تترجم موقفه كشخص تونسي يعرف أن الصحراء الغربية هي جزء من المملكة المغربية. واعتبر أن يوسف الشاهد كان على حق في اختياره هذا الموقف المحايد معتبرا في ذات الوقت أنه من حق الملك المغربي رد الفعل ورفض لقاء الشاهد. ورأى نفس المتحدث أن العلاقات الدبلوماسية التونسية المغربية لن تتأثر بالموقف الذي اتخذه رئيس الحكومة التونسية ولا برفض الملك المغربي لقاء يوسف الشاهد. من جانب آخر قال الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي عبد الله العبيدي في تصريح لحقائق اون لاين إنه لا صحة لما يتم تداوله حول رفض رئيس الحكومة يوسف الشاهد الإمضاء على اتفاق ينص على اعتراف تونس بالصحراء الغربية كجزء من ممتلكات المغرب، مبررا رأيه بكون الاتفاقيات التي تمضى بين الدول تصاغ بشراكة بين الدول التي ستمضيه وبعد تبادل مذكرات ومراسلات. كما نفى عبد الله العبيدي وقوع أي خلاف بين تونس والمغرب في هذا الشأن، قائلا إن الملك المغربي محمد السادس لم يلتق رئيس الحكومة في المغرب ولم يحضر معه مأدبة العشاء بسبب اتباعه تقاليد التشريفات الملكية لديهم، مضيفا أن الملوك يلتقون رؤساء الدول ولا يلتقون رؤساء الحكومات. واستنكر عبد الله العبيدي ما أسماه "بالترويج لمسألة كون يوسف الشاهد صاحب مواقف جريئة"، معتبرا "هذا الترويج سلبي على حساب الدبلوماسية التونسية"، قائلا: "حتى وإن كانت هذه المسألة صحيحة من المفترض أن يتم تطويقها لا إشهارها وإعلانها". كما أضاف: "في حال تم ذلك الموقف فمن المؤكد أنه كان بتعليمات السبسي باعتباره المسؤول الأول عن الملفات الدبلوماسية". وطالب ذات المتحدث بدعم العلاقات مع الجارة الجزائر ومع الشريك الاستراتيجي بتوزان باعتبار أنه لا مصلحة لتونس سواء في الانحياز إلى الجزائر أو إلى المغرب.