معتزا بصرامة جنوده البواسل وفخورا بانتصاراته على جبناء الارهاب، يحتفل الجيش الوطني اليوم الجمعة بالذكرى 61 لانبعاثه بالقاعدة العسكرية بالعوينة أين يقام المهرجان العسكري السنوي وستكون هذه الذكرى مناسبة لاستعراض الزي العسكري الجديد لكافة أسلاك الجيش التونسي. وكان الجيش الوطني منذ نشأته في تاريخ 3 ماي 1956 من بين المؤسسات الأولى التي تم بعثها لاستكمال السيادة فتهيكلت أول نواة للجيش الوطني يوم 24 جوان 1956 وكان عدد أفرادها حوالي 5000 عسكري .الجيش الوطني قام آنذاك بأول إستعراض في شارع محمد الخامس بالعاصمة شاركت فيه تشكيلات من المشاة ومدفعية الميدان والمدرعات. وفي 8 فيفري 1958 شارك الجيش الوطني في أحداث ساقية سيدي يوسف من خلال مؤازرة جيش التحرير الجزائري على طول الحدود الغربية في معاركه ضد الاستعمار الفرنسي الذي قامت طائراته بقصف عشوائي وأسفر ذلك عن استشهاد 75 وجرح 132 فردا. وبتاريخ 19 جوان 1958 خاص الجيش الوطني معارك استكمال السيادة وخاصة معركة رمادة فتوجت المعارك بجلاء آخر جندي فرنسي عن الجنوب التونسي وخاض فيما بعد معركة بنزرت التي انتهت بجلاء آخر جندي فرنسي عن تراب الوطن في 15 أكتوبر 1963. ومنذ تأسيسه ساهم الجيش الوطني في السياسة الدفاعية في تونس على مبدإ الدفاع الشامل وذلك بتسخير كل الإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة وتوظيفها للدفاع عن الوطن إلى جانب دوره الأساسي في المحافظة على سلامة التراب الوطني، بدعم مجهود الدولة لتنمية البلاد بما من شأنه تعزيز مناعتها من خلال إنجاز المشاريع في نطاق مخططات التنمية في المناطق الصحراوية الجبلية الوعرة التي يعسر على الهياكل الأخرى التدخل بها. ومنذ حصولها على الاستقلال شاركت تونس بجنودها من أجل حل القضايا العربية إذ تم إعداد بعثة عسكرية وتجهيزها لدعم الصف العربي خلال الحرب العربية – الإسرائيلية الثالثة سنة 1967 وفي سنة 1973، شارك الجيش الوطني إلى جانب القوات العربية في حربها الرابعة ضد إسرائيل بفوجين. في ما يتعلق بالجبهة السورية، أوفدت تونس بعثة طبية أولى وصلت إلى دمشق يوم الاثنين 08 أكتوبر 1973 وتتكون من 08 أطباء و37 ممرضا وكانت أول بعثة من نوعها تصل الأراضي السورية. أما الثانية فقد وصلت يوم الأربعاء 17 أكتوبر وتتركب من 05 أطباء جراحين و15 ممرضا مختصا إلى جانب كميات من الأدوية وأدوات الجراحة ومستلزماتها. وشارك الجيش التونسي في عدة بعثات أممية في عمليات حفظ السلام سواء تحت راية الأممالمتحدة (16 مهمة) أو تحت راية الإتحاد الإفريقي (4 مهام)، ولا تزال تساهم في هذه المهام. ومحافظا على حياده وتماسكه كان للجيش الوطني دور هام في حماية المؤسسات والمرافق العمومية وحماية الحدود وخاصة من الجانب الليبي وأسهم الجيش الوطني في توفير مخيم للاجئين الليبيين في منطقة الشوشة ببن قردان. وساهم الجيش الوطني في تأمين انتخابات المجلس الوطني التأسيسي والانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية بعيدا عن كل التجاذبات السياسية. ويخوض جنود تونس البواسل معارك كبيرة ضد آفة الارهاب محققا انتصارات مجيدة على المجموعات الارهابية المتخفية في مناطق جبلية وألحق خسائر كبيرة بعناصر تنظيم "داعش" الارهابي في ملحمة بن قردان. وحقق الجيش الوطني خطوة هامة في مكافحة الارهاب في ملحمة بن قردان وكان بمثابة الرائد في محاربة فلول "داعش" فأجهض مخططاته في الأراضي التونسية وكشف ضعف وجبن عناصره الارهابية.