خلافا للسنوات الماضية احيت تونس الذكرى 62 لانبعاث الجيش الوطني دون التقليد البروتوكولي الذي دأبت عليه رئاسة الجمهورية وكان وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي قد اشرف الخميس الماضي على تدشين المعرض الوثائقي الخاص بالقوات المسلحة في المدينة الثقافية توازيا مع الذكرى 62 لانبعاث الجيش التونسي وتعود نشأة الجيش الوطني الى فجر الاستقلال بداية من يوم 3 ماي 1956 قبل ان تقع هيكلة نواة الجيش الوطني يوم 24 جوان 1956 حيث ضمت القوات العسكرية في بدايتها 5 الاف عسكري خرجوا في مثل هذا التاريخ للاستعراض في شارع محمد الخامس منذ 62 سنة لتبقى ذكرى تأسيس الجيش الوطني لواء مشرفا لحاضرمضيء. وشارك الجيش التونسي يوم 8 فيفري 1958 في احداث ساقية سيدي يوسف من خلال مؤازرة جيش التحرير الجزائري على طول الحدود الغربية في معاركه ضد الاستعمار الفرنسي الذي قامت طائراته بقصف عشوائي أسفر عن استشهاد 75 وجرح 132 فردا. واثر 4 اشهرمن احداث ساقية سيدي يوسف بدأ الجيش الوطني في خوض معارك استكمال السيادة بداية بمعركة رمادة ووصولا الى معركة الجلاء ببنزرت والتي انتهت بجلاء آخر جندي فرنسي عن تراب الوطن في 15 أكتوبر 1963. فضلا عن ذلك ساهمت المؤسسة العسكرية في بعثات عسكرية اممية وفي الذود عن القضايا العربية حيث تم إعداد بعثة عسكرية وتجهيزها لدعم الصف العربي خلال الحرب العربية – الإسرائيلية الثالثة سنة 1967 وفي سنة 1973، شارك الجيش الوطني إلى جانب القوات العربية في حربها الرابعة ضد الكيان الصهيوني بفوجين. واوفدت تونس العديد من البعثات العسكريةفي عمليات حفظ السلام سواء تحت راية الأممالمتحدة أو تحت راية الإتحاد الإفريقي علاوة على مشاركة المؤسسة العسكرية في جهود التنمية بداية بتشييد البنية التحتية بعيد الاستقلال وصولا الى بناء اقطاب تنموية كبرى على غرار اقليم رجيم معتوق. وتحلى الجيش الوطني بروح وطنية عالية بعد الثورة حيث ساهم بشكل كبير في عودة الاستقرار وفي ايقاف منسوب العنف والفوضى كما ساهم الجيش الوطني في تأمين انتخابات المجلس الوطني التأسيسي والانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية والانتخابات البلدية بعيدا عن كل التجاذبات السياسية. وكانت لعناصر الجيش الوطني صولات عديدة في دحر الارهاب في معارك متعددة كانت ابرزها احداث بن قردان في مارس 2016 اضافة الى احباط العديد من المخططات الاجرامية محققا انتصارات مجيدة على المجموعات الارهابية المتخفية في مناطق جبلية وألحق خسائر كبيرة بالجماعات الارهابية.