إسناد العلامة التونسية المميزة للجودة لإنتاج مصبر الهريسة    الرابعة على التوالي: الدفاعات الجوية الإيرانية تدمر مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 35    تجديد انتخاب ممثل تونس بالمجلس الاستشاري لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لليونسكو    اتحاد الشغل يدعو النقابيين الليبيين الى التدخل لإطلاق سراح أفراد قافلة "الصمود"    نتنياهو: "إغتيال خامنئي سيُنهي الصراع".. #خبر_عاجل    عاجل/ وزير الخارجية يتلقّى إتّصالا من نظيره المصري    تونس تدعو إلى شراكة صحّية إفريقية قائمة على التمويل الذاتي والتصنيع المحلي    من تطاوين: وزير التربية يشرف على انطلاق مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية    نحو إحداث مرصد وطني لإزالة الكربون الصناعي    حالة الطقس هذه الليلة    "سيطرنا على سماء طهران".. نتنياهو يدعو سكان العاصمة الإيرانية للإخلاء    تظاهرة يوم الابواب المفتوحة بمعهد التكوين في مهن السياحة بجربة .. فرصة للتعريف ببرنامج التكوين للسنة التكوينية المقبلة وبمجالات التشغيل    تعيين التونسية مها الزاوي مديرة عامة للاتحاد الافريقي للرقبي    جندوبة: اجلاء نحو 30 ألف قنطار من الحبوب منذ انطلاق موسم الحصاد    عاجل/ إضراب جديد ب3 أيام في قطاع النقل    الشيوخ الباكستاني يصادق على "دعم إيران في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية"    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    عاجل/ هذا موقف وزارة العدل من مقترح توثيق الطلاق الرضائي لدى عدول الإشهاد..    منوبة: الاحتفاظ بمربيّي نحل بشبهة إضرام النار عمدا بغابة جبلية    إجمالي رقم اعمال قطاع الاتصالات تراجع الى 325 مليون دينار في افريل 2025    كأس العالم للأندية: تشكيلة الترجي الرياضي في مواجهة فلامنغو البرازيلي    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    من هو الهولندي داني ماكيلي حكم مباراة الترجي وفلامينغو في كأس العالم للأندية؟    منذ بداية السنة: تسجيل 187 حالة تسمّم غذائي جماعي في تونس    الكاف: فتح مركزين فرعيين بساقية سيدي يوسف وقلعة سنان لتجميع صابة الحبوب    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    كيف نختار الماء المعدني المناسب؟ خبيرة تونسية تكشف التفاصيل    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    الحماية المدنية: 536 تدخلا منها 189 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    صاروخ إيراني يصيب مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب..    وفد من وزارة التربية العُمانية في تونس لانتداب مدرسين ومشرفين    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    كأس العالم للأندية: برنامج مواجهات اليوم الإثنين 16 جوان    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    "صباح الخير يا تل أبيب"!.. الإعلام الإيراني يهلل لمشاهد الدمار بإسرائيل    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    بعد ترميمه فيلم "كاميرا عربية" لفريد بوغدير يُعرض عالميا لأوّل مرّة في مهرجان "السينما المستعادة" ببولونيا    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    الإعلامية ريهام بن علية عبر ستوري على إنستغرام:''خوفي من الموت موش على خاطري على خاطر ولدي''    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    إطلاق خط جوي مباشر جديد بين مولدافيا وتونس    المؤشرات السياحية بطبرقة عين دراهم تسجل تطورا هاما    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منظمة التَّعاون الإسلامي وازدواجيّة المَعايير: رَفَضَتْ عضويّةَ الهند ذات ال250 مليون مسلم فهل تقبل عضويّة أوكرانيا التي انضمّ مسلموها
نشر في حقائق أون لاين يوم 12 - 07 - 2017

عندما تنضمّ روسيا الاتحاديّةُ سنة 2005 إلى "منظمة التعاون الإسلامي" كعضو مُراقِب مثلها مثَلُ "تايلاند" و"جمهورية أفريقيا الوسطى" و"البوسنة والهرسك" و"قبرص الشمالية"...
عندما تنضمّ روسيا الاتحاديّةُ سنة 2005 إلى "منظمة التعاون الإسلامي" كعضو مُراقِب مثلها مثَلُ "تايلاند" و"جمهورية أفريقيا الوسطى" و"البوسنة والهرسك" و"قبرص الشمالية"، فللأمْر مُبَرِّراته المَوضُوعيّةُ الوجيهة، وَأبْرَزُها أنَّ نسْبَةَ المُواطِنين المسلمين الرُّوس إلى بقيّة سُكّان روسيا الاتحاديّة بَلَغَتْ أكثر مِن 13بالمئة (حتى قبل عَوْدَةِ جمهوريّة القرم إلى روسيا الأمّ)، ويتوزّعونَ على جمهوريات حُكم ذاتي يُمَثِّلُونَ أغلبيّةَ سُكّانِها مثل "تَتَرستان" و"الشيشان" و"داغستان" و" أوديغيا" و"أنغوشيا" وغيرها، وعلى جمهوريات يُشكِّلُ المواطنون المسلمون الرُّوس ربْعَ سكّانها مثل "أستراخان" و"الطاي" و"أدموريتا" إلى جانب أكثر مِن مليون روسي مُسلم في العاصمة "موسكو"، وبالتالي مِن حَقِّ تلك الجمهوريات الروسيّة والأكثر مِن عشرينَ مليون مُسْلِماً رُوسيّاً أن يُمَثَّلُوا في "مُنَظَّمَةِ التعاونِ الإسلامي".
كما أنَّ ما عانتْ مِنْهُ رُوسيا الاتحاديّةُ في وقْتٍ سابِقٍ مِن جرائمِ التنظيماتِ الإرهابيّة ذات المرجعيّاتِ الإسلاميّةِ المُتَطَرِّفَة (في "الشيشان" خاصّةً) وقيام وسائل إعلام مُمَوَّلة برأسمالٍ صهيوني يهودي بالتحريضِ على المُسلمين الرُّوس وَوَصْفَهُم بالمُتَطَرِّفين وحاضِنِيِّ الإرهاب مِمّا حدا "مُوسكو" بمُبارَكَةِ الإدارات الدينيّة لِمُسلِميّ روسيا الاتحاديّة إلى أنْ تَجِدَ أُطُرَ و آليّات تَعاوُن مع الدُّوَلِ الإسلاميّةِ عَبْرَ العالَم وَخاصَّةً مُنظّمةِ التعاوُنِ الإسلامي – لِمُحاصَرَةِ الظاهرة الإرهابيّةِ التي تُهَدِّدُ سمْعَةَ الإسلامِ كَدِيْنٍ دَيْدَنُهُ المُفْتَرَضُ خدْمَةُ الإنسانيّةُ، كما تُهَدِّدُ سَلامَ البَشَريّةِ قاطبةً في الآنِ ذاته.
وَفي هذا السِّياقِ يَنْدَرِجُ الحُضُورُ الرّوسيّ القَويُّ إلى جانبِ الدولةِ السّوريّة لِمُحاربَةِ خَطَرِ الإرهابِ التكفيريّ المُتَوَحِّشِ الذي يُمَثِّلُهُ تنظيما "جبهة النّصرَة" و"داعش" وَغَيْرَهُما مِنَ التنظيماتِ الإرهابيّة التي جَذَبَتْ إلى أراضي العراق والشام قُطعانَ التكفيريّين والمُرْتَزَقَة مِن أصقاعِ العالم كافّة تقريباً ، بخُرافاتٍ مَنسوبَةٍ إلى الإسلام.
إلا أنَّ الدّوائرَ الصهيو-أمريكيّة التي خَرَجَ تنظيمُ "القاعدة" وتَفَرُّعاته اللاحقة ك "جبهةِ النّصرة" و"داعش" وَغيرهما مِن مُختَبَراتِها الشرِّيرَة، وَبَعْدَ افتِضاحِ مسؤوليّةِ هذه الدّوائر المُباشرة في صناعةِ الإرهابِ التكفيري، واتِّخاذه "حصانَ طروادَة" للتَّدَخُّلِ في شُؤونِ الدُّوَلِ المُسْتَهْدَفَة كالعراق وسوريا وليبيا لِوضْعِ اليدِ الصهيو-أمريكيّة على ثَرواتِها الطبيعيّة بَعْدَ إغْراقِ شُعُوب تلكَ الدُّوَل في الدَّمارِ والدِّماء، وَبَعْدَ أن عَجَزَتْ في الميدانَيْنِ العِراقي والسُّوريّ خاصّةً عَن تحقيقِ أهْدافِ مُخَطَّطِها لإقامَةِ "الشرق الأوسط الكبير" انْطِلاقاً مِن تقسيمِ العِراقِ وسوريا إلى كياناتٍ فاشلةٍ على أسُسٍ دينيّةٍ طائفيَّةٍ وعرْقِيّة، وَتَحَطَّمَ هذا المُخَطَّطُ على صخرةِ صُمُودِ الشعبين السُّوري والعراقي والإرادة الوطنيّة لجيشيهما الباسِلَيْن وتحالفات دمشقَ وبغداد الإقليميّة والدّوليّة المُتَمَثِّلَة خاصّةً في روسيا الاتحاديّة وإيران وحزب الله اللبناني، بَعْدَ ذلكَ كُلّه تُناوِرُ الدوائرُ الصهيو-أمريكيّة ذاتها بادّعاءاتها الكاذبة بأنّها مَعْنِيّة بالحربِ على الإرهابِ في منطقتنا والعالم، راميةً مِن ذلك إلى إيجادِ مَواطِئَ لأقدامِها المُرتَجِفَةِ ، كي تستأنِفَ تنفيذَ خطّتها التآمُريّة التي تستهدفُ ليسَ فقط مصالحَ شُعُوب وَدُوَل المنطقةِ، بل وُجُودَ تلكَ الشُّعوب والدُّوَل ذاته على الخارطةِ الجغراسيّة والديمغرافيّة لمُستَقْبَلِ البَشَرِيَّة.
وَكما اسْتَخْدَمَتْ هذه الدّوائرُ الصهيو-أمريكيّة حليفاتها اللائي يأتَمِرْنَ بأمْرِ واشنطن مِن بين حُكوماتِ دُوَل "مُنظّمةِ التعاون الإسلامي" ال57، لِتَمويلِ الإرهابِ وَتَسويقهِ وَرَفْدِهِ بالمُقاتِلين بَعْدَ تدريبهِم وتسليحِهِم، وَمُحاوَلَة عَزْل وَمُحاصَرَة الدولة السوريّة التي تقودُ الحَرْب على الإرهاب بتعليق عضويّة الجمهوريّة العربيّة السوريّة في "منظمة التعاون الإسلامي" بتاريخ 4 أوت 2012، تَسْعى الآنَ إلى مُحاوَلةِ استِخْدام تلكَ الحكومات الإسلاميّة ذاتها ضدَّ حُلفاء سُوريا والعراق في حَرْبِ الأخيرتَيْن المُظَفَّرَة على الإرهاب. فَقَدْ دَفَعَتْ الدّوائرُ الصُّهيو-أمريكيّة الحكومةَ الأوكرانيَّةَ إلى التَّوَجُّهِ صَوْبَ "منظّمةِ التعاون الإسلامي" بِطَلبِ الانضمامِ إلى المُنظمة الإسلاميّة المَذكُورَة كَعُضْوٍ مُراقِب فيها ، مُعَوِّلَةً في ذلكَ على أنَّ نظيراتها مِن الحُكوماتِ التابعات المُذعنات للدوائر الصهيو-أمريكيّة يُمَثِّلْنَ أغلبيّةً داخلَ المُنَظَّمَة ، وَهُنَّ وفي مُقدِّمتهنّ حُكومات الكياناتِ الخليجيّة مثلهم مثْل حكومة "كييف" داعِماتٌ للإرهاب الإسرائيليّ وللإرهاب التكفيري الإسلاميّ.
وبالتالي فإنَّ الهَدَفَ مِن هذا الطّلب الأوكراني المشبُوه هُوَ استخدام "مُنظّمة التعاون الإسلامي" مِنَصَّةً جديدة لإثارة موضوع جمهوريّة القرم الروسيّة ذات الحكم الذاتي التي كانت في حدود جمهوريّة أوكرانيا السوفياتيّة، وَبَعْدَ استِقلال أوكرانيا سنة 1990لتَتَحَوَّلَ الأخيرةُ إلى قاعدةِ تآمُر أمريكي-إسرائيلي على روسيا الاتّحاديّة، انْفَصَلَتْ يوم 14 مارس 2014 جمهوريّةُ القرم الروسيّة التي تعدّ حواليّ2مليون نسمة أغلبهم يعتنقون الدِّينَ الإسلامي، عن أوكرانيا وانضمّتْ إلى روسيا الاتحاديّةِ بناءً على نتائجِ استفتاءٍ أكدتْ أنّ 96,77 من الذين أدلوا بأصواتهم خلاله أيّدوا هذا الانفصال الذي كانَ تصحيحاً لِمَظلمةٍ تاريخيّةٍ تسببتْ بها سياساتُ الإداراتُ السوفياتيّة التي أبْعَدَتْ مواطنو هذه الجمهوريّة الروسيّة عن حُضْن الأمّ روسيا الاتحاديّة.
وكما أكد حينها السفيرُ الروسيُّ لدى الأمم المتحدة آنذاك "فيتالي تشوركين" (على روحهِ السلام فهوَ الذي ارْتَفَعَتْ يَدُهُ الصديقة بالفيتو مرّاتٍ متتالية لصالحِ شعبنا السوريّ ودولتهِ الوطنيّة) أثناءَ جلسةٍ لمجلس الأمن فإنَّ انضمامَ شبه جزيرة القرم إلى روسيا يصحح "ظلماً تاريخياً".
وقال تشوركين "بالأمس عشنا حدثاً تاريخياً تمثَّلَ في ضمِّ القرم إلى روسيا، وهو الأمرُ الذي انتظرَهُ شعبٌ لنحو 6 عقود التزاماً بما تمليهِ القوانينُ الدوليّة والمعاييرُ الديموقراطية. ومِن دُونِ ضُغوطٍ أجنبية، وفي استفتاءٍ حُرٍّ تمكَّن شعبُ القرم مِن تحقيقِ ما تتضمَّنُهُ مواثيقُ الأمم المتحدة والوثائقُ الدولية وخاصَّة حَقّ تقريرِ المَصير".
فَبَعدَ استقلال أوكرانيا سنة 1990 عن الاتحاد السوفياتي تَضاعَفَتْ غُرْبَةُ مُواطنيّ القرم القوميّة والدينيّة ، فكانتْ حُكُومَةُ "كييف" تتعامَلُ مَعهم بكثيرٍ مِنَ التَّطَيُّر والتمييز الدّيني، وَحَسبَ الشّيخ "مُطيع تميم" مُفتي مُسلِمِيّ أوكرانيا لصحيفةِ "الشرق الأوسط" السعوديّة الصادرة من لندن(عدد يوم السبت 6/1/2001) فقد كانَ مِن شُرُوط تكوينِ الدُّعاةِ أنْ يُتْقِنُوا الروسيّة مِمّا يعني أنَّ مُسلِميّ أوكرانيا روسٌ ولم يكونوا أوكرانيّين، كما أنَّ صحيفة المسلمين في أوكرانيا كانت تصدر باللغةِ الرُّوسيّةِ وَ تُدْعى "ميناريت" أي مئذنة بالروسيّة، وأوضح الشيخُ "مُطيع تميم" أنّه تَمَّ اختيارُ هذا الاسم للصحيفةِ احتِجاجاً ضمنيّاً على السلطاتِ الأوكرانيّة في "كييف" التي اشترطَتْ لِبِناءِ مَسْجدٍ أن يكونَ بدون مِئذَنَة.
ولكنّ السلطات الأوكرانيّة التي تتواطأ مع المخابرات الإسرائيليّة (الموساد) ليسَ فقط في اختِطاف وَتَغييبِ فلسطينيين على أراضيها كما هو حال اختِطاف المهندس الفلسطيني "ضرار أبو سيسي" المُتَزَوِّج مِن سيّدةٍ أوكرانيّة تسكن معه ، الذي يشغلُ منصبَ مدير تشغيل محطّة توليدِ الكهرباء في مدينة غزة، عندما كانا في زيارة بلد الزوجة ،بل وكذلكَ في تأمين هجرةِ عددٍ كبيرٍ مِنَ اليهودِ الأوكرانيّين "الحسيديّين" المُقيمين خاصّةً في مدينة "أومان" الأوكرانيّة إلى المُستوطنات الصهيونيّة التي تنتشر في فلسطين المحتلّة.
بل إنّ المخابرات الأوكرانيّة تَعاوَنتْ مع المخابرات الأمريكيّة و"الموساد" في تجنيدِ تكفيريّين مِن مسلميّ مدينة "كييف" وجمهوريّة القرم قبل عَوْدَتِها إلى الحضْنِ الروسي ، وخاصة مِن مُحافَظَتَيّ "بيلقاردوسكي" و"باختشيسارا" وتدريبهم وتسفيرهم إلى الأراضي السوريّةِ للقتال ضدّ الدولة السوريّة. وبانْضِمام جمهوريّة القرم إلى روسيا الاتحاديّةِ باتَ استئناف تجنيد مُقاتِلين تكفيريين مِن تتار القرم المسلمين مُتَعَذِّراً ، وَهذا مِنْ جملةِ الأسباب التي أثارت حفيظةَ الدوائر الصهيو-أمريكيّة ازاء انضمام هذه الجمهوريّة إلى داخل حدود القيصر فلاديمير بوتين.
والسُّؤال هُنا مِن أيّ بابٍ ستدخُلُ أوكرانيا "مُنَظَّمَة التعاوُن الإسلاميّ" وَهي التي باتتْ خاليةً مِن المواطنين المسلمين الذين قد لا يُشكّلونَ أغلبيّة ولو في بلديّة واحدة بلَديّاتِ المُحافَظات أو الولايات الأوكرانيّة فما بالك بمدينة أو بجمهوريّة حكم ذاتي، بَعْدَ انضمام جمهوريّة القرْم إلى روسيا بمحْض إرادتهم ، خاصّةً وأنّ جمهوريّة شبه جزيرة القرم هذه تضمّ المليونيّ مسلماً الذين كانت "كييف" تحسبهُم "مُسْلِميّ أوكرانيا"؟.
كيف ستصبح أوكرانيا بَعْدَ أن غادَر الدينُ الإسلامي نسيجَها الديمغرافي عُضواً مُراقباً في منظمة المؤتمر الإسلامي بينما تمّ رفضُ طلبٍ مُماثِلٍ للهند التي بين مواطنيها المليار و27 مليون نسمة يوجد 250مليون مواطن هنديّ يعتنقونَ الدِّين الإسلاميّ؟.
أم أنَّ هذه المُنَظّمة التي عَلَّقَتْ عضويّةَ مِصرَ من ماي 1979حتى مارس 1984احتجاجا على توقيع الرئيس المصري أنور السادات "مُعاهدَة السلام" سيّئة السّمعة والتداعيات على العرب والمسلمين ، ولكنّها غضّتْ الطَّرْف عن العلاقات التركيّة –الإسرائيليّة والقطريّة –الإسرائيليّة ( ألم يُصَرِّحْ أمير قطر الذي شاركَ ماديّاً في بناء المستوطنات الصهيونيّة على أراضٍ تُسْلَب بالقوَّة مِن الفلسطينيين المسلمين ، لقناة "الجزيرة" قائلاً : "إحنا علاقاتنا مع إسرائيل علاقات واضحة . اتصالاتنا مع إسرائيل صحيح إنها مستمرّة ، وعلى شاشتكم تُصَوِّرون إسرائيليين موجودين في الدّوحة" ) والسعوديّة – الإسرائيليّة ( ألم يُصَرِّحْ وليُّ "محمّد بن سلمان" ولي العهد السعودي ، الذي مِن المُنْتَظَر أن يَعتلي عَرْشَ آل سعود قريباً بإرادة صهيو- أمريكيّة ، بأنّهُ مقتنع بضرورة إقامة علاقات طبيعية بين السعودية وإسرائيل في المستقبل، بينما حاليّاً يَقْرَع طُبُولَ الحرب على الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة العضو في "منظمة التعاون الإسلامي" بترحيبٍ صهيو أمريكي ؟).
إنّ سياسات "منظمة التعاون الإسلامي" ، في العَقْدَين الأخيرين خاصة ، تؤكِّدُ أنّ مَصيرَ "القدس" أولى القُبْلَتَين وثالث الحرمين وَما حَولهما ، وَسمعة الدين الإسلامي ومصالح الشعوب الإسلاميّة وحقوقهم الطبيعيّة في حياة آمنة مستقرّة مُزدَهِرَة آخرَ ما يشغلُها ، بل إنّ هذه المنظّمة كأنّها باتت مُجرَّد مِنَصَّة أخرى لِتَظهير السياسات الصهيو-أمريكيّة التي تدعم الإرهابَ الإسرائيليّ المُنَظَّم ضدَّ الشعب الفلسطيني كما تدعم الإرهاب الوحشي التكفيري باصطناع المشاكل في وجه مَنْ يُقاومونه ويُحاربونه فعْلاً باقتِدار ونجاعة كروسيا وسوريا وإيران وحزب الله ، ولن يكونَ قبولُ "كييف" عضواً في هذه المنظّمة إلا تأكيداً على دَوْرها الوظيفيّ المشبوه في وَضْع العراقيل ما أمكنها ذلك أمامَ مَن يُحاربُ الإرهابَ والإرهابيين وَمَن يَحْمي الشرعيّة والقانون الدوليين ، وذلك لفائدة سياسة الهيمنة الصهيو أمريكيّة ، أي باختِصار : بذلك وما شابههُ تُسْتَخْدَمُ "منظّمة التّعاون الإسلامي" للتآمُر ضدّ الإسلام ومَصالح المُسلمين والتعاون مع أعدائهم عليهم وعلى أصدقائهم ،كما اسْتُخْدِمَتْ المُسَمّاة " جامعة الدول العربيّة " ضدَّ العُروبَة وَمَصالح العَرَب ولتفريق كلمتهم وتشتيتِ شَمْلِهِم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.