خلّفت استقالة قائد أركان الجيوش الثلاثة، الفريق أول رشيد عمار من منصبه، ردود أفعال متباينة في الأوساط الإعلامية والسياسية،وذلك نظرا لقيمة الرجل في المؤسسة العسكرية التي تعد احدى أهم مؤسسات الدولة و على إعتبار دقة المرحلة التي تمر بها البلاد. و على الرغم من ان حركة النهضة، الحزب الأقوى داخل الترويكا الحاكمة، لم تكشف إلى حد الساعة عن موقفها الرسمي من القرار الذي إتخذه رشيد عمار و الذي صرح به الليلة البارحة على شاشة قناة التونسية الخاصة في برنامج التاسعة مساء ،فإن القيادي بالحركة لطفي زيتون قلل، في تصريح خاص لحقائق اون لاين،من خطورة تداعيات هذه الإستقالة التي قال إنها مسألة عادية لها تفسيراتها الموضوعية المرتبطة أساسا بتقدم رشيد عمار في السن و رغبته في اخذ نصيب من الراحة بعد المجهودات الكبيرة التي قدمها لتونس سيما بعيد الثورة حينما ساهم في حماية المرحلة الإنتقالية و تنظيم إنتخابات 23 أكتوبر 2011. و قد أشاد زيتون بخصال قائد أركان الجيوش الثلاثة المستقيل واصفا إياه بالرجل الوطني الذي يحترم الشرعية و الدستور معتبرا ان قراره هذا قد يخدم المصلحة الوطنية بطريقة غير مباشرة و ذلك من خلال دفع الطبقة السياسية برمتها إلى تجاوز خلافاتها الجانبية للوصول إلى توافقات حول القضايا الكبرى. كما دعا لطفي زيتون الحكومة إلى طمأنة الشعب التونسي من خلال تحقيق وعودها مؤكدا على انه ليس هناك مبرر لتخويف الناس من الجيش الذي قال إنه جمهوري و ديمقراطي يحترم الشرعية التي تفرزها صناديق الإقتراع كما يحترم المهام المناطة بعهدته و المتمثلة في حماية حدود البلاد و المساهمة في تجسيد السياسات العليا للدولة. و على خلاف ذلك،اعتبر الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس لزهر العكرمي،أن انسحاب رشيد عمار من منصبه له دلالات خطيرة تؤشر على وجود خلافات كبيرة صلب مؤسسات الحكم، و ذلك في علاقة بتقييم الوضع الأمني الذي قال العكرمي إنه سيتاثر سلبيا بهذا التطور الحاصل في أعلى هرم المؤسسة العسكرية. و أضاف العكرمي، في حديثه مع حقائق أون لاين، ان رشيد عمار أجبر على الانسحاب لانه يعرف جيدا انه مستهدف من قبل جهات سياسية حاولت تحميله مسؤولية أحداث الشعانبي من خلال شن حملة شعواء عليه تجلت في تصريحات بعض الفاعلين السياسيين و في الهجمات التي شنت ضده على صفحات التواصل الإجتماعي. و قد شدد الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس على حاجة الجيش في الظرف الراهن لكفاءة في قيمة الفريق أول رشيد عمار الذي قال إن استقالته ستكون خسارة كبرى للشعب التونسي.و مضيفا انه يتوقع دخول البلاد في مرحلة جديدة ستكون صعبة للغاية. بدوره أعرب الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد و القيادي في الجبهة الشعبية زياد لخضر عن أسفه الشديد من استقالة قائد أركان الجيوش الثلاثة من منصبه قائلا انه كان يتمنى بقاء رشيد عمار على راس المؤسسة العسكرية نظرا لأن البلاد تمر بفترة حرجة على حد تعبيره،مضيفا ان ذلك كان سيعطي رسالة طمانة للتونسيين الذين ازدادت الآن مخاوفهم و شكوكهم حول مصير البلاد خاصة في ما يتعلق بالجوانب الامنية و بطبيعة الدولة. كما أبدى لخضر خشيته من وجود مخططات، لم يفصح عن الجهات التي قد تكون تقف وراءها ،تستهدف البلاد مشيرا إلى ان هناك ضغوطات عديدة مورست على رشيد عمار الذي شعر بمرارة تستشف في ثنايا كلامه الذي صرح به ليلة امس. وبخصوص تداعيات هذه الاستقالة على الدور الذي سيلعبه الجيش في بقية المرحلة الانتقالية،أكد الامين العام لحزب الوطد الموحد على ضرورة بقاء الجيش على نفس المسافة من جميع مكونات المشهد السياسي مرجحا امكانية ان تزداد المرحلة الانتقالية التي تعيش في خضمها البلاد صعوبة و تعقيدا وفقا لقوله.