تمكنت تونس أمس الاربعاء... بعد استرجاع الطفل تميم: سبب يجعل استرجاع بقية الأطفال معقدا.. تمكنت تونس أمس الاربعاء من استرجاع الطفل تميم الجندوبي الذي كان موجودا بسجن معيتيقة في قسم الرعاية والحضانة الخاصّ بالنساء والأطفال، وقد تم تسليمه إلى عائلته القاطنة بولاية الكاف. وأفاد رئيس المرصد التونسي لحقوق الانسان مصطفى عبد الكبير، في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الخميس 12 أكتوبر 2017، بأن والديْ الطفل تميم توفيا في الهجوم الأمريكي سنة 2016 على مدينة صبراطة الليبية، حيث تمّ انتشاله من تحت الأنقاض وتلقى علاجه في المستشفى ثم نقله إلى سجن معيتيقة. وأضاف بأنّ عملية تسلّمه تكفلت بها الدولة التونسية على اعتبار أن الرعاية الصحية والنفسية وتوفير وثائقه الخاصة تعتبر من مهام مؤسسات الدولة، مشدّدا على أهمية دور المجتمع المدني والحقوقيين في الضغط على السلطات التونسية خاصة في موضوع الأطفال. وبيّن مصطفى عبد الكبير أن هناك حوارا مبدئيّا بين الطرفين التونسي والليبي حول تسلّم بقية الأطفال لأن وضعيتهم تعتبر معقدة نوعا ما خلافا لوضع الطفل تميم، مبينا أن عملية استعادتهم يمكن أن تكون خلال فترة قصيرة ويمكن أيضا أن تطول. وتعود هذه الوضعية المعقدة لسببين الأول يتمثل في أن بقية الأطفال مع أمّهاتهم والطرف الليبي يضع بعين الاعتبار امكانية تورّطهن في قضايا ارهابية أو جرائم وتسليمهن يتطلب التريث والمرور بعدة اجراءات. وأمّا السبب الثاني وفقا لمحدثنا يعود إلى أن الأمهات يرفضن تسليم أولادهن إلى الجهات التونسية والانفصال عنهم، معتبرين أن أولادهن حماية لهنّ وحلّ من الحلول حتى يرجعن إلى تونس. وبين عبد الكبير أن الطرف الليبي كان يشترط أن يكون ملف الأطفال مرتبطا بملف العناصر الارهابية المسجونة في ليبيا ويجب عدم فصل الملفين عن بعضهما، مشيرا إلى أنه تمّ أخيرا الاتفاق حول هذا الموضوع بأن يكون التفاوض حول الأطفال بمعزل عن التفاوض حول العناصر الارهابية. يذكر أن عائلة الطفل تميم الجندوبي والذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات، كانت قد طالبت مرارا وزارة الشؤون الخارجية باستعادته وجلبه من السجون الليبية خاصة بعد مقتل والديه. ويقبع في السجون الليبية 14 امرأة و21 طفلا قد أعلنت عنهم قوات الأمن الليبية خلال السنة الماضية عقب المواجهات التي وقعت مع مسلحي تنظيم داعش الارهابي في صبراتة غربيّ البلاد. وتجدر الإشارة أيضا إلى وجود حوالي 30 طفلا تونسيا عالقين بين سوريا وتركيا، معدّل أعمارهم يتراوح بين 8 و13 عاما، وهؤلاء الأطفال هم ضحايا اوليائهم ومنهم من والداه توفيا في القتال في سوريا.