لم تصمد جمهورية الاخوان المسلمين أكثر من عام في مصر. بعد عام من المتاعب الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية وصل الاخوان الى طريق مسدود. صمد الاخوان و عاشوا ثمانين سنة في السرية و لكنهم صدموا بالواقع في أول عام لهم في العلنية. عملية سحل الداعية الشيعي حسن شحاتة في ضواحي القاهرة وقتله وقبلها الاعتداءات على المسيحيين وتكفير أحزاب المعارضة أثبتت ان الاخوان غير قادرين على ادارة جمهورية مدنية تكون فيها المواطنة أساس المساواة بين جميع المواطنين. أثبت الرئيس الاخواني محمد مرسي ومن ورائه تنظيم الاخوان المسلمين ومرشده محمد بديع أننا أمام طائفة دينية مغلقة تعامل المصريين كرعايا مجبرين على الاختيار بين الولاء والاندماج في مشروع الجماعة أو اعتبارهم مارقين كافرين علمانيين. فشل الاخوان في أول تجربة تعايش مشترك مع المختلفين معهم ككل التنظيمات المغلقة. نجح الاخوان في استعداء جميع طبقات المجتمع المصري. لم يبق لهم أمام حركة تمرد السلمية التي جمعت أكثر من 15 مليون توقيع لاقالة الرئيس الاخواني الا ان يستعملوا اسلوبهم القديم في الدعوات الى الجهاد وتكفير المصريين وهو الاسلوب الذي لم يعد مجديا أمام الاجيال الجديدة من شباب الثورة المصرية الذين عادوا الى ميدان التحرير والى شوارع المدن المصرية بعد ان تيقنوا ان ثورتهم قد سرقت منهم. نحن اليوم نعيش بالتأكيد بداية النهاية للجمهورية الاخوانية في مصر. فأمام تعقيدات المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي غرقت فيها مصر منذ ثورة 25 يناير (جانفي) 2011 تأكد المصريون ان شعار الاسلام هو الحل الذي رفعه الاخوان طوال ثمانين عاما من وجودهم لم يكن الا شعارا أجوف خاليا من برامج حقيقية تحل مشاكل المصريين . لم يفعل الاخوان الذين أمسكوا بكرسي الرئاسة ومجلس الشعب الا معاودة الارتهان الى القروض الامريكية والمساعدات الخارجية. سقطت في جمهورية الاخوان كل شعارات المقاومة وتحرير فلسطين التي رفعها حسن البنا وكل المرشدين من بعده وصولا الى المرشد الاخير محمد بديع، لم يتغير وضع حصار غزة شبرا واحدا وظل العلم الاسرائيلي يرفرف غير بعيد عن كبري قصر النيل. ذهب الاخوان أبعد من ذلك عندما طردوا سفير الجمهورية السورية ونظموا مؤتمرا بزعامة القرضاوي في القاهرة لاعلان الجهاد على المسلمين في سوريا فيما كان السفير الاسرائيلي في القاهرة يعقوب أميتاي يشرب كؤوس الفودكا في برج القاهرة على نخب سنة أولى من حكم الاخوان. يوم 30 جوان ستكون فرصة أمام أحرار مصر وشبابها الثائر من أجل غسل شوارع مصر من أدران جمهورية الاخوان الذين شوهوا حاضر مصر و تاريخها و مستقبلها . سيكون يوم الاحد فرصة ذهبية لكل أحرار مصر من أجل تقويم انحراف ثورتهم والتصدي لتسلط جماعة لا علاقة لها بالحريات والدولة المدنية. كل أحرار تونس يقفون الى جانب حركة تمرد لانهم يعلمون ان سقوط حكم المرشد هناك يعني تداعي بقية قطع المرشدين في كل مكان.